"من "النشر أو الفناء" إلى "الظهور أو الاختفاء": المناخ الأكاديمي المتغير"

ADVERTISEMENT

يُعدّ البحث العلمي المحرك الرئيس لتقدم المجتمعات منذ العصور الكلاسيكية حتى العصر الرقمي. عبر التاريخ، تحولت فلسفة النشر من مجرد إنتاج المعرفة إلى ضرورة إيصالها وتوسيع تأثيرها في بيئة أكاديمية تطلب من الباحثين الظهور بشكل رقمي بارز على منصات مثل Google Scholar وORCID.

بدأ البحث العلمي في الحضارات القديمة وتبلور منهجياً مع الثورة العلمية في القرن السابع عشر. في القرن التاسع عشر، تأسست مؤسساته عبر إنشاء مختبرات ومجلات محكّمة مثل Nature وScience. بعد الحرب العالمية الثانية، تدفّق التمويل على المشاريع الكبرى، وازداد اهتمام الحكومات والمنظمات الدولية بإدارته عبر هيئات مثل NSF وHorizon Europe.

ADVERTISEMENT

بلغت ميزانيات البحث العالمية مستويات ضخمة؛ أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 220 مليار دولار عام 2023، والصين نحو 440 مليار دولار في نفس العام. تختلف حصص التمويل حسب التخصصات، إذ تحظى المجالات التطبيقية والدفاعية بالنصيب الأكبر مقارنةً بالمجالات الأساسية.

انطلق النشر العلمي المنظم في القرن السابع عشر، ورسّخ القرن العشرين شعار "انشر أو إهلك"، وحفّز الباحثين على التوجه إلى مجلات ذات تأثير عالٍ. تطوّر النشر ليشمل المجلات، المؤتمرات، الكتب، والمستودعات الرقمية، مع استمرار مراجعة الأقران رغم التحديات التي تعترضها.

ADVERTISEMENT

تُظهر بيانات Scopus نشر أكثر من 3.5 ملايين ورقة سنوياً، تتصدرها الصين والولايات المتحدة. تتوزع المنشورات بين الطب، الهندسة، الفيزياء والعلوم الإنسانية، وتُقيّم بمؤشرات مثل معامل التأثير ومؤشر هيرش.

شهدت سياسة النشر تحولات لافتة، أبرزها دعم الوصول المفتوح، إلزامية مشاركة البيانات، ومكافحة الانتحال. غيّر العصر الرقمي المشهد عبر نشر المسودات، استخدام الذكاء الاصطناعي، ومقاييس بديلة تقيس الحضور الإلكتروني عبر الشبكات الاجتماعية.

بات الظهور الرقمي شرطاً أساسياً في النشر الأكاديمي؛ تشير الأدلة إلى أن الترويج للأبحاث عبر Twitter وLinkedIn يضاعف فرص الاستشهاد. مع توقع تجاوز عدد المنشورات السنوية خمسة ملايين بحلول 2030، يصبح تبني أدوات ذكية ضرورة لرفع تأثير وفائدة النشر العلمي.

toTop