تُعد الثقوب السوداء من أكثر الأجرام الغامضة والمهمة في الكون بالنسبة لعلماء الفيزياء الفلكية، خاصة الهائلة في مراكز المجرات، إذ تُستخدم كنقاط مرجعية لفهم موقع الأرض وحركتها. تُستخدم الكوازارات - ثقوب سوداء نشطة تبعث موجات راديوية قوية - كبوصلة كونية، بفضل بعدها الكبير وثباتها النسبي. تُستخدم تقنية قياس التداخل الأساسي الطويل جدًا (VLBI) لمراقبة الكوازارات بدقة عالية، ما يسمح باختبارات علمية متقدمة تشمل تحديد المدارات والنسبية العامة ورسم خريطة توسع الكون. وبذلك، تُعد الكوازارات أدوات رصد فضائي ضرورية في علم الفلك الحديث.
قراءة مقترحة
لكن التقدم التكنولوجي يُهدد تلك الإمكانية. فالأدوات اليومية مثل الهواتف الجوالة، البلوتوث، والواي فاي تنتج "ضوضاء راديوية" تتداخل مع إشارات الكون الخافتة، ما يزيد صعوبة رصد الثقوب السوداء والكوازارات. التلسكوبات الراديوية تحتاج إلى مناطق "راديوية هادئة" لالتقاط الإشارات الدقيقة، إلا أن التوسع في تقنيات الاتصال، كالأقمار الصناعية والإنترنت اللاسلكي، يشبع الطيف الترددي بالإشارات البشرية. بعض المراصد، كمراصد غرين بانك ومصفوفة الكيلومتر المربع، تلجأ إلى الصحارى النائية أو تعتمد على فترات زمنية "هادئة" مثل ساعات الليل، لتقليل التشويش. ومع ذلك، فإن الضغط على الطيف الترددي في ازدياد حتمي.
يعمل العلماء على إيجاد حلول تقنية وتنظيمية للتصدي لتلك التحديات. فهم يطالبون بسن لوائح تحافظ على نطاقات تردد محمية، شبيهة بالمحميات البيئية، لاستخدامها في البحث الفلكي. بعض المراصد تعمل ضمن مناطق محمية قانوناً تحظر استخدام الإشارات اللاسلكية. وهناك توجه عالمي نحو التعاون الفني والسياسي لضبط الاستخدام المتزايد للطيف الراديوي، خاصة مع انتشار مجموعات الأقمار الاصطناعية مثل "ستارلينك". تقنياً، يُطوّر الباحثون تلسكوبات ذكية تستخدم الذكاء الاصطناعي وخوارزميات إزالة الضوضاء لتمييز الإشارات الفلكية من البشرية. ويُبنى حالياً مراصد هجينة تجمع بين الراديو، الأشعة تحت الحمراء وموجات الجاذبية للتغلب على التشويش.
تكمن أهمية الحفاظ على القدرة على رصد الثقوب السوداء في أنها تُمثل أدوات لفهم شكل ومحتوى وقوانين الكون. كما أن تطبيقات مثل GPS والتصوير الفضائي تستند إلى مبادئ تقيس بدقة الزمان والمكان. تجاهل تلك الأهداف باسم الراحة الرقمية يعني التنازل عن فرصة لفهم أعمق للكون ومن نحن. فالاستماع إلى الكون يتطلب صمتاً، وسط ضوضاء اتصالنا المتزايد.
صلالة: اكتشف خريف ظفار وسحر الطبيعة الخضراء في عمان
مضادات الأكتئاب: ما هو تأثيرها على الأطفال والمراهقين؟
لماذا قد تكون أزمة الكاكاو في غرب إفريقيا مفيدة لصحتك؟
الشيخ طحنون بن زايد يقود أبوظبي نحو الريادة في الذكاء الاصطناعي
البراكين العملاقة على الأرض تستيقظ
السليمانية: العاصمة الثقافية للعراق في جبال كردستان
القصة الغريبة لقبر كوبرنيكوس
اكتشاف الرامسيوم التعليمي: كشف النقاب عن إرث التعليم الرسمي في مصر القديمة
صدمات الطفولة : هل تؤثر على التحصيل الدراسي؟
زيارة سياتل: من أسواق بايك بليس إلى برج إبرة الفضاء










