لعل تربية الأطفال تعتبر المهمة الأصعب في حياة كل إنسان. علي الأغلب لا يتم تعليمك كيف تصبح أب أو أم ولكن تتعلم تلك العملية أثناء تربية الأطفال بالفعل. الكثير من الأمهات يولين الكثير من الاهتمام نحو النمو الجسدي للأطفال بصفة خاصة في السنوات الأولى ثم الاهتمام بالتحصيل الدراسي في سنوات المدرسة. بينما يهتم بعض الآباء بتجنب ارتكاب أطفالهم الأخطاء والتأكد من سلامتهم البدنية، لكن هل ينتهي الأمر عند ذلك؟
تربية الأطفال تنطوي على الكثير من العمل، تحتاج للاهتمام بتربية الطفل جسديا ونفسيا وروحيا وأخلاقيا. أنت في مرحلة بناء إنسان. هذا الإنسان متميز بكل الأشكال هو ليس نسخة جديدة منك أو بديلة عنك حتى وإن تشابه عنك في الشكل. أنه نسخة جديدة شكلا وموضوعا. هو غير مطالب بأن يتشابه معك أو معك أخوته أو مع أي نسخ ناجحة ومبهرة قد تقارنه بها.
قراءة مقترحة
يوجد العديد من أنماط التربية بعضها سلطوي يركز بالأساس على الحزم الشديد والقوانين الصارمة التي لا تقبل جدال أو مقابلة في منتصف الطريق. وأنماط أخرى يتربى فيها الطفل بحرية مطلقة ويترك ليتعلم من أخطائه. سيناقش مقالنا بعض أنماط التربية التي نتمنى أن تساعدك على فهم الطرق المتاحة ومحاولة إيجاد التوازن بين تربية الطفل بحزم وحنان في نفس الوقت لتحصل على أفضل نسخة من طفلك. هدفنا هو تربية طفل سوي، حر ولكنه مسؤول وناجح. عطوف ومتعاطف لكنه يعرف حقوقه ولا يتم استغلاله.
هذا النمط ينطوي على الحزم الممزوج بالديمقراطية. يضع الآباء القوانين للأطفال ولكنهم يساعدون الأطفال على فهم الأسباب وراء تلك القوانين. يشترك الآباء مع الأبناء في القرارات بشكل يتناسب مع مرحلتهم العمرية.
علي سبيل المثال، منح الطفل الفرصة لاختيار ملابسه على شرط أن تكون تساعده على الشعور بالدفء لأن الجو بارد بالخارج. أو أختيار مكان النزهة الأسبوعية علي ألا تكون في مكان مفتوح لتجنب الأمطار.
في ذلك النمط يقوم الوالدين بإدارة حوار مع الأطفال عند الأختلاف في الرأي، إذا صمم الطفل على قرار بعينه يدعونه يجرب ويستخدمون تلك الخيرة لمواقف مماثلة في المستقبل. يسمح للطفل في ذلك النمط حرية الاختيار ماعدا فيما يخالف الشريعة أو العرف أو أمانه الشخصي. عند ارتكاب الطفل للأخطاء يتم النقاش وتقويم الطفل وتحديد العواقب ليتحمل الطفل نتيجة أخطائه ويتعلم أن يكون مسؤول عن اختياراته.
في ذلك النمط يهتم الوالدين بسماع الطفل وإرشاده لما هو خطأ وما هو صواب. التربية السلطوية تجعل الوالدين صانعي الإطار الأخلاقي والقوانين التي يتربى بها الطفل ويترك للطفل مساحة من الحرية داخل ذلك الإطار ليشارك في صنع القرارات الصغيرة.
هذا النمط يجعل الوالدين الواضع الأساسي والوحيد للقوانين. لا يفسر الوالدين أي أسباب للطفل ولا يتم النقاش في أي قرارات يقررها الوالدين. يتلو الوالدين الأجابة الأكثر شهرة للطفل عند السؤال عن السبب (لأنى قلت هذا/ لأني قررت هذا) ولا يوجد تفسير أو حوار. ينتظر الوالدين في تلك الحالة التزام الطفل بصرامة بالقوانين الموضوعة وعدم مخالفتها ولا يسمح للطفل في العادة أن يعبر عن رأيه.
في ذلك النمط يكاد يكون الطفل بلا حرية على الأطلاق، ما يلبسه أو يلعبه أو الأماكن التي يزورها حتى أصدقاؤه قد تم اختيارهم مسبقا من قبل الوالدين. يرى الوالدين في هذا النمط أنهم مصدر الصواب والخطأ للطفل ويعرفان الأفضل له من خلال خبرتهم في الحياة وأن سلامة الطفل ونجاحه مضمونان من خلال الخضوع لقراراتهم وقوانينهم الصارمة.
يميل هؤلاء الآباء لتغليظ العقوبة عند إرتكاب الأطفال للأخطاء لأنهم يظنون أن ذلك يحمي الأطفال من ارتكاب نفس الخطأ مرة أخري. يرى هؤلاء الآباء أن ذلك النمط أثبت نجاحه مع أبائهم وأجدادهم ولا يجب تغييره أو التفاوض فيه. يشعر هؤلاء الآباء أن ذلك النمط يضمن التزام الأطفال مع التقدم في العمر أيضا حيث تم تأسيسهم على هذا النمط من البداية.
هؤلاء الأباء ليس لديهم أي أهتمام بحاجات الطفل النفسية أو تى الجسدية ولا يضيعون الوقت في محاولة متابعة الطفل أو دعمه. على الأغلب يتركون مهمة الاهتمام بحاجات الطفل للآخرين دون التأكد من وصول الطفل لكل احتياجاته بأنفسهم. يشعر هؤلاء الآباء أن ضغوط العمل والمسؤوليات الأخرى خارج المنزل مبرر كاف لإهمال الأطفال. يرى بعض هؤلاء الأباء أن العمل خارج المنزل مهمة الوالد وأن الأهتمام بالأطفال يجب أن يكون شأن الأم وحدها. بينما ترى الأم أن مهمتها إعداد الطعام وأن تربية الطفل وتوجيهه يجب أن تكون مسؤولية الأب. ينتهي الأمر بإهمال الطفل حيث لا يشعر كلا الوالدين بدورهم نحو إشباع احتياجات الطفل المختلفة.
يشعر الأباء أن محاولة فهم الأطفال في الأجيال الحالية هي محاولة فاشلة فهم مختلفون ويصعب فهمهم وبالتالي لا حاجة لإضاعة الوقت في المحاولة. تجد أن هذا النمط في التربية يهتم بالإنفاق على الطفل ليس أكثر ، كثيرا ما يقوم الآباء بالاكتفاء بتقديم الطعام الجاهز مثل الوجبات السريعة. هم يرون أن هذا هو الحل الأمثل لتربية الأطفال في ظل المشاغل والضغوط اليومية.
في هذا النمط يترك للطفل الحرية الكاملة بلا ضوابط أو قوانين واضحة. يمكن للطفل إتخاذ أى قرارات سواء مناسبة للظروف أو مرحلته العمرية أو لا. يظن الوالدين أن الطفل سيتعلم بسهولة من أخطاؤه وأنه لا يجب فرض أي قيود علي الطفل لأنها تحد من فرصة وتشكله. لا يقوم الوالدين بشرح العواقب للطفل. على سبيل المثال، اختار الطفل ملابس غير ملائمة للجو وأصيب بالمرض. يظن الوالدين أنه الأن يدرك أنه يحتاج لجلب جاكت أو سترة صوفية في المرة القادمة.
يرى هؤلاء الأباء أن تربية الطفل بلا قيود تسهم في إبداعه وقوة شخصيته حيث أنه يملك زمام أموره بالكامل ويمكنه الاختيار بلا قيود. يظن هؤلاء الأباء أن عدم إرشاد الطفل وتلقينه ما يجب أن يفعله تساعده على تنمية مهارة حل المشكلات وتمكنه من التصرف في المواقف المختلفة دون الرجوع للوالدين وبالتالي تخلصه من الإعمادية.
يقدم الآباء دعم غير مشروط للأبناء حتى عند ارتكاب الأخطاء. هم يسعون لإشعار الطفل أنه مقبول مهما كانت تصرفاته. سيقومون بتقديم تعليق قصير للطفل ولكنهم لن يقوموا بتوبيخه أو مواجهته بالأخطاء. يشعر هؤلاء الآباء أنه لا جدوى من النقاش مع أطفال هذا الجيل لأنهم يعتمدون على أنفسهم ولديهم شخصيتهم المستقلة ولا يحتاجون للتوجيه.
الأن أي تلك الأنماط يناسبك؟ وأيهما تظن قد يساعدك على تربية طفلك بحزم وحنان؟ وهل تري أن المزج بين بعض تلك الأنماط قد يمنحك نتائج أفضل.
”مانغا أرابيا“ تطلق موقع ”ويبتون“ الإلكتروني للجمهور العربي
نوفاك دجوكوفيتش: لماذا يعتبره البعض أعظم لاعب تنس على الإطلاق؟
8 من أقدم دول العالم
فوائد المشي الصحية: المشي أكثر أم أسرع؟ ما الذي يقلل من خطر الإصابة بالسرطان؟
السياحة في مدينة الجزائر (الجزائر البيضاء): مزيج حيوي بين الحداثة والتقاليد
المقدمة التي تستغرق دقيقة واحدة والتي تجعل الناس يتذكرونك إلى الأبد: كيف يمكن للمديرين التنفيذيين ذوي الأداء العالي بناء الاتصال والسلطة والثقة في 60 ثانية أو أقل
١٠ نصائح هامة للعناية بالأظافر و تغذيتها
الصين تنشئ أول كوكبة من ثلاثة أقمار صناعية في العالم في منطقة الأرض والقمر من الفضاء
اضطراب التصرف عند الأطفال
ميزانيتك أولاً: لماذا يفشل الكثير من العرب في التخطيط المالي الشهري؟