أسرار الحصول على منحة تطوع بالخارج

يتساءل الكثير من الطلاب العرب عن شروط المنح الدراسية وفرص التطوع بالخارج، هل أنت من بين الطلاب المهتمين بالمنح وفرص التطوع؟ يظن الكثير منهم أن التفوق الدراسي هو الوسيلة الوحيدة للحصول على تلك الفرص ولكن الحقيقة أن الأمر مختلف تماما عما تظن. الجامعات والمؤسسات التي تبحث عن الطلاب المؤهلين لتلك الفرص لا تنظر لك كطالب أكاديمي فقط، أنت مشروع كامل. لكن ما معني هذا؟ ربما لا تكون الأكثر تفوقا ولكن لديك ميزات ومؤهلات يبحثون عنها وهذا هو مربط الفرس.

سطور هذا المقال ستساعدك على التركيز على كل المؤهلات التي قد تمنحك فرصة الدراسة أو التطوع بالخارج. لا نهدف لطرح أفكار فقط ولكننا نكشف لك أسرار الفوز بتلك المنح ونمنحك دليلا لما تحتاج في الفترة القادمة إذا كنت تنوي الاشتراك في تلك المنح. أجعل النقاط التالية خطتك للعمل على مؤهلاتك بشكل مثمر. لا تقلق تلك المهارات لن تكون مضيعة للوقت سواء قررت السفر فعلا أم لا.

1- الشخصية:

تهتم الهيئات بشكل كبير جدا بشخصية المتطوع، لذا المهارات الناعمة فى شخصيتك تعتبر عنصر جذب رائع لأصحاب المنح. هل أنت شخص قيادي؟ هل لديك مهارات تنظيم الوقت ومهارات التواصل الإيجابي مع الأخرين؟ هل أنت ناجح في العمل ضمن فريق؟ إذا كنت قد قمت بعمل جماعي ناجح مثل مشاريع التخرج أو الاشتراك في مبادرات في بلدك أو غيرها من الأنشطة الجماعية فيجب أن تذكرها عند التقديم على المنحة. إذا كنت مدركا لضعف تلك المهارات لديك أنصحك بالبحث عن الدورات التدريبية الخاصة بها في مدينتك والاشتراك. لا تكتفي بحضور الدورات قم بالتطوع أيضا في أنشطة داخل مدينتك. أعتبر أنك مهندس تحاول الحصول على عميل جديد، غالبا ما تقدم سابقة أعمال لمشاريعك السابقة لتمنح العميل الجديد الشعور بالثقة نحو جودة عملك. لا يختلف الأمر كثيرا، إذا لم يسبق لك أبدا التطوع في أي نشاط أو مبادرات فإن فرصتك في القبول في منحة دولية قليلة جدا. ابدأ الآن.

2- الخبرات السابقة:

كل الخبرات العملية السابقة تمنحك فرصة جيدة لتقديم ملف غني، حتى الخبرات الغير مدفوعة الأجر. إذا كنت قد قمت بالعمل من قبل سواء في مجال دراستك أو في مجالات أخرى. أي دورات تدريبية قمت بها أو تدريب صيفي أو حتى عمل بدوام جزئي، يمنحك فرصة أفضل في القبول. في المستقبل لا ترفض أي فرصة للتدريب سواء كانت مدفوعة أو مجانية لأن الخبرات لها ثمن أيضا.

3- خطاب الدافع:

يأتي خطاب الدافع على رأس القائمة في ملفك عند التقديم علي منح الدراسة والتطوع بالخارج. أكاد أجزم أن خطاب الدافع الجيد أحيانا يمكنه أن يمنحك فرصة حتى مع مؤهلات ضعيفة. انها فرصتك لإقناع الجهة التي تراسلها أنك الشخص المناسب تماما. يجب أن يشعر قارئ الخطاب أنه يفهمك بوضوح. يجب أن يجيب الخطاب عن عدة أسئلة منها من أنت؟ لماذا قمت باختيار تلك المنحة على الأخص؟ ما هي أهدافك وما هي خططك بعد إتمام المنحة؟ كيف ستساعدك المنحة على التطوير من نفسك ومن مهاراتك؟ كيف يمكنك أن تحدث تغيير في مجتمعك بعد انضمامك للمنحة؟ يجب أن يكون خطابك مقنع جدا ومؤثر في نفس الوقت. يبحث أصحاب المنح عن أشخاص لديهم شغف حقيقي ويمكنهم أن يكونوا مؤثرين ملهمين للآخرين.

الخطاب المثالي يتكون من صفحة واحدة من 5 فقرات لا تزيد عن 400 كلمة. أجعل كلماتك واضحة ومهنية وتجنب الخطابات الجاهزة، كن صادق في كلماتك. قم بتخصيص الفقرة الأولى للمقدمة حاول ألا تزيد عن 6 أسطر، أذكر في المقدمة أسمك وخلفيتك مثل دراستك أو عملك وخبرات تطوعك. أذكر برنامج التطوع الذي تنوي التطوع فيه بوضوح مع جملة يظهر فيها شغفك. الفقرة الثانية يجب أن تجيب فيها عن سبب اختيار هذه المنحة على الأخص. يجب أن تربط بذكاء بين أهدافك وأهداف المشروع الذي تتضمنه المنحة. يجب أن يظهر خطابك فهمك للمنحة والمشروع وأن تقديمك غير عشوائي. أما الفقرة الثالثة فيجب أن يظهر فيها ما يمكنك إضافته للمشروع بإنضمامك له. قم بالربط بين مهاراتك ودورك في المشروع. في الفقرة الرابعة يمكنك الإجابة عن سؤال كيف ستضيف لك المنحة؟ وكيف سوف تستغل هذا في تحقيق فائدة وتغيير في مجتمعك بعدها. أما الفقرة الخامسة وهي الأخيرة فيجب أن تلخص بشكل قصير في جملة واحدة أو أثنين على الأكثر ما ذكرته وتشكر قارئ الجواب.

4- المهارات الغير أكاديمية:

الأن قم بالتركيز على المهارات الأخرى التي تجعلك متميزا. بعض المهارات الحديثة تعتبر عناصر جذب كبيرة لأصحاب المنح. على سبيل المثال، البرمجة واللغات والتصوير الاحترافي وكتابة المحتوى وغيرها من المهارات التي تتميز فيها. هل حصلت على أي شهادات احترافية في تلك المهارات؟ هذا أفضل، قم بضمها لملفك. يوجد العديد من المهارات التي يمكنك تعلمها بشكل مجاني أيضا من خلال المواقع وقنوات اليوتيوب الشهيرة.

5- الأنشطة الغير منهجية:

دائما ما تمنح الجامعات فرص الاشتراك في أنشطة غير منهجية، أشجعك على الاشتراك في العديد من الأنشطة الغير منهجية في جامعتك. علي سبيل المثال، الأنشطة الطلابية التي يمكن الأشتراك فيها من خلال النوادي الطلابية مثل المناظرة أو النشاط المسرحي أو النشاط الكشفي أو الأسعافات الأولية وحملات التطوع المدرسية وغيرها. أيضا فرص حضور المؤتمرات، كلها أنشطة تزيد من نقاط القوة في ملفك.

6- حول نقاط الضعف لنقاط قوة:

يمكنك بذكاء تحويل نقاط ضعفك لنقاط قوة. من خلال خطاب الدافع يمكنك الكلام عن نقاط ضعفك، تحدث بلهجة إيجابية ولا تسهب في سرد نقاط الضعف. علي سبيل المثال، إذا كان أدائك الأكاديمي ضعيف، يمكنك ذكر ضعف أدائك الأكاديمي والتحدث بإيجابية عن نفسك. على الرغم من ضعف أدائي الأكاديمي فقد قمت بالتركيز على اكتساب الخبرات العملية و الانضمام للدورات الدراسية للغات ونجحت في إتقان لغتين. علي الرغم من أهمية النجاح الأكاديمي لكنه عنصر واحد فقط في ملفك وجوده منفردا لا يمكنه أن يجعلك مرشح قوي. بينما حتى ضعف النجاح الأكاديمي مع المميزات الأخرى قد يمنح ثقل لملفك.

أخيرا تذكر أنك مجموعة من القدرات والإمكانيات والخبرات ولست مجرد طالب أكاديمي.