كسر رِماز (كود) التعلّم: هل التكرارُ يساعد حقًا؟

ADVERTISEMENT

يُقصد بـ "التعلّم عن ظهر قلب" حفظ الدرس بتكراره مرارًا دون السعي لفهم معناه. أسلوبٌ راسخ منذ قرون، تبنّاه التعليم التقليدي، ولا يزال يُطبق أحيانًا لتعليم الصغار الحروف الأبجدية وجداول الضرب، لكنه يواجه حاليًا انتقادات شديدة.

يعتمد التعلّم بالتكرار على إعادة المعلومات أمام الذاكرة مرات عديدة لترسيخها فيها قليلًا، كأن يُرسل الملف إلى ذاكرة مؤقتة. هذا النمط لا يُنتج فهمًا عميقًا ولا يدوم طويلًا، خصوصًا إذا غاب الربط المنطقي أو استخدام المعلومات في مواقف حقيقية.

يُلجأ إلى التكرار في مواضع محددة: حفظ الأسماء والتواريخ، العدّ، وتكرار حقائق علمية قبل الامتحانات، وفي الخطوات الأولى لاستيعاب المفاهيم الأساسية. لكن الانتقال إلى مستويات أعلى يتطلّب أدوات تعليمية أوسع من الحفظ.

ADVERTISEMENT

أظهرت دراسات في علم الأعصاب، منها دراسة في كلية الطب بجامعة ستانفورد، أن الحفظ الروتيني يُساعد الأطفال على استخدام ذاكرتهم العاملة بكفاءة، فيُتيح لهم تطوير تفكير نقدي وحل مسائل رياضية أعمق. كما يُقوي مرونة الدماغ لدى البالغين وكبار السن إذا اقترن بـ"التكرار المتباعد" الذي يُعيد المراجعة على فترات منتظمة، فيُقوي الروابط العصبية ويُحسن الاحتفاظ.

في المقابل، يُنتقد الحفظ الروتيني لأنه ممل ويؤدي إلى نسيان سريع. لا يُعزز الفهم ولا التطبيق العملي، فجاء أقل تفضيلًا من طرائق حديثة كالتعلّم النشط أو التعلّم القائم على المعنى. يُجمع المختصون على أن الحفظ منفردًا لا يكفي لاكتساب معرفة عميقة أو الاحتفاظ بالمفاهيم مدة طويلة في مواقف تعليمية واقعية.

toTop