أزمة الطاقة: متى سينفد الوقود الأحفوري؟

ADVERTISEMENT

تتصدر المخاوف من تغير المناخ وحرق الوقود الأحفوري عناوين الإعلام والاجتماعات السياسية، بعد أن أظهرت القياسات ارتفاعاً مستمراً في حرارة الكوكب، ذوبان الجليد، وتكرار الفيضانات والعواصف. يخرج من حرق الفحم والنفط والغاز كميات كبيرة من ثاني أوكسيد الكربون تُحاصر الحرارة في الجو وتُسبّب الاحترار.

الوقود الأحفوري خليط من الهيدروكربونات تكوّن من بقايا نباتات وحيوانات دُفنت قبل ملايين السنين وتحوّرت تحت الضغط والحرارة. الفحم صخر أسود غني بالكربون، يُستخرج من المناجم، ويُحرق في المحطات لتوليد الكهرباء. النفط سائل أسود يتسرب من تحت الأرض، يُقطر في المصانع إلى بنزين وسولار ومواد بلاستيكية، ويُطلق دخاناً ثقيلاً يُسمّم الهواء. الغاز الطبيعي غاز عديم اللون أغلبه ميثان، يُضخ من الآبار أو يُستخرج بتكسير الصخور، ويُنتج دخاناً أقل من نظيريه، لكنه يسرب الميثان الذي يُسخّن الجو.

ADVERTISEMENT

استغرق تكوّن هذه الموارد ملايين السنين، بينما استهلكتها الثورة الصناعية في قرنين فقط، فظهرت التحذيرات من نضوبها. وفقاً لتقرير بريتيش بتروليوم لعام 2016، يكفي الفحم لـ115 سنة قادمة، والنفط لـ53 سنة، والغاز لـ54 سنة، مع العلم أن أرقام الاحتياطي تتغير كلما ظهرت تقنيات جديدة أو حقول جديدة.

لكن العلماء يقولون إن السؤال ليس «متى ينفد الوقود؟» بل «كم كربون يستوعبه الجو قبل أن ينهار النظام البيئي؟» كل طن يُحرق يُطلق كربوناً مخزوناً منذ العصور الجيولوجية، فيزيد الاحترار، يُكثف تلوث الهواء والبحار، ويُسبب أمراضاً تنفسية وتُقصّر أعمار الناس.

ADVERTISEMENT

اتفاق باريس يحدد سقفاً بدرجتين مئويتين، ويطلب ترك 65 إلى 80 % من الاحتياطي في باطن الأرض وعدم لمسه، لأن حرقه يُخرج كميات تُفقد السيطرة على المناخ. يواجه القرار صعوبات سياسية ومالية، لكن الدول تتفق على ضرورة الانتقال إلى طاقة الشمس والرياح لتقليل الانبعاثات وضمان بقاء النظام البيئي.

toTop