حجة "لقد تطورنا لأكل اللحوم" لا تصمد

ADVERTISEMENT

يستند أبرز تبرير لأكل اللحوم إلى فكرة أننا "تطورنا لنأكل اللحوم". تُظهر الحفريات أن أسلافنا الأوائل أكلت اللحم بعد أن بدأوا الصيد، لكنهم لم يعتمدوا عليه وحده. عظامهم وأسنانهم تُظهر أنهم أكلوا ما يجدونه: فواكه، بذور، جذور. الغذاء الذي أكلته القبائل كان يعتمد على المكان والطقس أكثر من كونه لحماً دائماً.

من حيث التركيب، الجسم البشري أقرب إلى آكل النبات. الأسنان مسطحة تطحن، الفك يتحرك جانبياً لا كما في الأسود. الأمعاء طويلة كأمعاء الأغنام والأبقار، وتُفرز لعابنا إنزيماً يهضم النشا، وهو غير موجود في فم الكلب أو القط. الإنسان لا يأكل اللحم نيئاً، ويحتاج إلى طهيه، ما يدل على أن أكل اللحم عادة تعلمناها، لا غريزة فطرية.

ADVERTISEMENT

دراسات حديثة تربط اللحم الأحمر والمصنع بأمراض القلب والسكري وسرطان القولون. الأنظمة التي تعتمد على الخضار والبقول تخفض الضغط والكوليسترول وتقلل الالتهاب. يحذر البعض من نقص البروتين أو الحديد أو B12، لكن هذه المواد موجودة في الحبوب والبقول والمكملات، لذا يبقى النظام النباتي كاملاً وآمناً.

أخلاقياً وبيئياً، لم يعد أكل اللحم ضرورة. أصبح لدينا وعي وشفقة ونستطيع وزن عواقب أفعالنا. المزارع التي تُربى فيها الحيوانات تُطلق خمس انبعاثات الاحترار العالمي، وتقطع الغابات وتُلوث المياه. مليارات الحيوانات تعيش حياة قاسية في أقفاص ضيقة. اليوم نملك بدائل صحية ومستدامة، فنستطيع تقليل اللحم دون نكران الماضي، ونبني مستقبلاً أرحم وأنظف.

toTop