الملوخية أكثر من مجرد أكلة

ADVERTISEMENT

الملوخية أكلة مصرية قديمة تعود إلى الفراعنة. تُعد من أوراق نبات من فصيلة الخبازيات وتُطهى حساء أخضر. انتشرت لاحقاً في المغرب والجزائر.

ظهر اسم "الملوخية" في القرن العاشر حين شفي الخليفة المعز لدين الله الفاطمي بعد أكلها. كانت حينها أكلة نادرة تقتصر على الأغنياء، فسُميت "الملوكية" ثم صارت "الملوخية" وتداولها الناس في مصر. اليوم تُقدم في البيوت البسيطة والمطاعم الفاخرة على حد سواء.

في عهد الحاكم بأمر الله مُنعت الملوخية لأسباب غير مؤكدة، منها صلتها بأعدائه الأمويين أو لأنها تُثير الشهوة، وهو ما خالف أعراف المجتمع آنذاك.

ADVERTISEMENT

الملوخية تحتوي على ألياف تُحسن الهضم وتُخفف القولون العصبي، وحديد يقي من الأنيميا، وبوتاسيوم يفيد القلب وضغط الدم. الألياف تخفض الكوليسترول الضار.

الطريقة المصرية تبدأ بغسل الأوراق وتقطيعها، ثم غليها في مرق دجاج أو لحم. القوام المثالي يظهر بخيط رفيع يمتد بين الملعقة والطبق. تُضاف الطشة وهي سمن أو زبدة مع ثوم وكزبرة جافة، وتُرافقها شهقة يظن المصريون أنها تُعطي طعماً مميزاً.

تتعدد الروايات حول شهقة الملوخية: طاهي شهق خوفاً عند تعنيفه في القصر، أو ربة منزل كادت تُسقط الطشة فشهقت. أصبحت الشهقة جزءاً من تحضير الطبق في مصر.

ADVERTISEMENT

تختلف طرق التحضير حسب المنطقة. في الوجه البحري تُطهى بالأوراق الطازجة، وفي الصعيد تُجفف لتعطي طعماً داكناً. هناك يُعد "الشلولو" وهو ملوخية باردة بماء بارد وليمون وشطة. النوبيون يضيفون بامية مجففة ويخلطونها بـ"المفراك".

تُحبب الملوخية للأطفال لسهولة بلعها وتُقدم عادة مع أرز وأرانب. في الصعيد يُقترن الشلولو بالخبز الشمسي. يغمس المصريون الخبز بحركة تُعرف بـ"ودن القط". الملوخية طبق يوحد المصريين ويجمع العائلات ويُسترجع معه الذكريات.

toTop