أسرار صنعاء القديمة: استكشاف تاريخ العاصمة اليمنية الغامض

ADVERTISEMENT

صنعاء، المدينة القديمة التي حافظت على جمالها المعماري منذ آلاف السنين، تُعد من أقدم مدن العالم، ويُقال إن سام بن نوح هو من شيّدها. يُرجّح أن عمرها يتجاوز 1.6 مليون سنة، وكانت نقطة تجارية رئيسية تصل ممالك اليمن القديمة بساحل البحر الأحمر. في القرن الثاني الميلادي، أصبحت عاصمة المملكة اليمنية القديمة.

خضعت صنعاء لحكم الخلافة العباسية في القرن الثامن، وعيّنت الخلافة عددًا من الولاة لتعزيز سيطرتها، من أبرزهم حماد البربري الذي أرسله هارون الرشيد. لاحقًا، عيّن الخليفة المأمون "بن زياد"، فأسس مدينة زبيد. بعد ذلك، ظهرت أسر محلية مثل بني زياد واليظفرية، واتخذت صنعاء مركزًا لنفوذها.

ADVERTISEMENT

تأثرت عمارة صنعاء بالخلافتين العباسية والأموية، وظهر الطابع الإسلامي بوضوح في تصميم المدينة، خاصة في بناء الجامع الكبير الذي يُعد من أقدم المساجد في اليمن. شهد المسجد تطورًا في البناء والزخرفة يعكس مراحل متقدمة من الفن الإسلامي في اليمن.

خلال الحكم العثماني (1539 - 1918م)، شهدت صنعاء حركة عمرانية وثقافية، فأُقيمت مستشفيات ومدارس، وتطورت البنية التحتية لصنعاء القديمة، ومن أبرز المباني التي شيّدت دار الصنائع ومجمع العرضي.

تحتفظ صنعاء القديمة بطابع فريد من العمارة الإسلامية اليمنية. أبرز ما يميزها استخدام "الياجور" الأحمر في بناء الطوابق العليا، مما ساعد على إقامة مبانٍ عالية ومتينة تدوم طويلًا. بُنيت المنازل بشكل متلاصق، يأخذ في الاعتبار المناخ والأمن، واستُخدمت مواد محلية مثل البازلت والحجر الأسود، فأعطت المدينة مظهرًا متناسقًا، لتبقى حتى اليوم مشهدًا معماريًا يحكي تاريخ حضارة اليمن عبر العصور.

toTop