الطب والذكاء الصناعي ... إلى أين ؟

ADVERTISEMENT

الذكاء الصناعي أصبح من أبرز مواضيع العصر، حيث أثار تطوره السريع تساؤلات عديدة واهتمامًا واسعًا، خاصةً في المجال الطبي. يختلف تعريف الذكاء الصناعي، لكنه عمومًا يُشير إلى قدرة الأنظمة على محاكاة السلوك البشري وتحليل المعلومات لاتخاذ قرارات.

تتعدد أنواع الذكاء الصناعي: أولها "الآلات التفاعلية" التي تحاكي ردود الأفعال، و"الذاكرة المحدودة" مثل المساعدات الذكية، ثم "نظرية العقل" التي تفهم المشاعر البشرية، وأخيرًا "الوعي الذاتي" الذي يُعتبر الأكثر تطورًا وإثارةً للجدل بسبب مخاوف استقلالية الآلات.

ADVERTISEMENT

رغم التقدم الواضح في استخدام الذكاء الصناعي في الطب، تبقى العلاقة بين المريض والتقنية محاطة بالحذر. لا يجد المريض في الآلة الأبعاد الإنسانية للطبيب من تعاطف وتواصل نفسي، وهي عناصر تؤثر إيجابيًا في العلاج، لذا يبقى الاعتماد الكامل على الذكاء الصناعي في التشخيص والعلاج غير مكتمل حتى الآن.

تطورت تطبيقات الذكاء الصناعي الطبي بسرعة، فبات يُستخدم في تشخيص الأمراض البسيطة مثل تسوس الأسنان، وأخرى معقّدة كسرطان البروستاتا بدقة تصل إلى 96 %. تعتمد الأنظمة على تحليل الأشعة وقراءة التحاليل وجمع البيانات ومعالجتها.

ADVERTISEMENT

يشعر بعض الأطباء بالقلق تجاه الاعتماد على التشخيص الآلي، نظرًا لعدم نضج تقنيات الذكاء الصناعي بشكل كامل، لكن في المقابل يستفيد آخرون من دقته وسرعته في تقييم الحالات وفرزها، خصوصًا في المناطق النائية أو ذات الموارد المحدودة.

في الجراحة والعلاج، ظهرت روبوتات تنفذ عمليات معقّدة مثل زراعة الأسنان، وأخرى يتحكم بها الأطباء عن بُعد. تُستخدم الأنظمة الذكية أيضًا في مهام دقيقة تتعلق بإدارة الملفات الطبية والتواصل بين المؤسسات الصحية والتحليل السريع للبيانات.

مستقبلاً، يُحتمل أن يتولى الذكاء الصناعي المزيد من الأدوار في الطب، خاصة في الأعمال الروتينية والمتكررة، مما يخلق وظائف جديدة ويُسهّل إيصال العناية الصحية إلى المناطق النائية. وبين التفاؤل والقلق، يبقى الذكاء الصناعي موضوعًا حيويًا في السنوات القادمة.

toTop