صواريخ الأمواج الثقالية: هل يمكن استخدام الأمواج الثقالية للدفع؟

ADVERTISEMENT

صواريخ الأمواج الثقالية هي فكرة نظرية تعتمد على استخدام إشعاع الجاذبية كوسيلة دفع بدلاً من الوقود التقليدي. لا يطرح الصاروخ مادة للخلف، بل يبعث موجات ثقالية بشكل غير متوازن، فيولد دفعاً ينقله في الاتجاه المعاكس، وفق مبدأ نيوتن الثالث.

الأمواج الثقالية هي تموجات في نسيج الزمكان تنجم عن أحداث كونية ضخمة مثل اندماج الثقوب السوداء. حين يتحد ثقبان أسودان بكتلتين مختلفتين، يخرج الإشعاع الثقالي بشكل غير منتظم، فيدفع الثقب الأسود الناتج بسرعة قد تصل إلى عدة بالمئة من سرعة الضوء، في مشهد يشبه الدفع الصاروخي.

ADVERTISEMENT

سيرصد مرصد الفضاء الأوروبي LISA، المقرر إطلاقه عام 2035، أمواجاً ثقالية تنبعث من ثقوب سوداء كتلتها آلاف إلى ملايين أضعاف كتلة الشمس، فيوسع مجال فهمنا لطبيعة هذه الأمواج.

رغم إثارة الفكرة، يواجه تطبيق صواريخ الأمواج الثقالية عقبات هائلة. توليد هذه الأمواج يتطلب طاقة خيالية وتسارعاً شديداً لأجسام عملاقة تقترب سرعتها من سرعة الضوء. يُضاف إلى ذلك صعوبة توجيه الأمواج بدقة مقارنة بالضوء أو الليزر، وانخفاض كفاءة تحويل الطاقة إلى إشعاع جاذبي مقارنة بالأنظمة الدافعة التقليدية.

من المقترحات النظرية استخدام كتل غير متماثلة تدور بسرعة عالية أو توظيف أنظمة فلكية مثل النجوم النيوترونية في مدارات ضيقة لتوليد أمواج جاذبية. تُطرح أيضاً فكرة الإبحار على أمواج جاذبية طبيعية، لكن هذه الفرضيات تفوق إمكاناتنا التقنية الراهنة.

ADVERTISEMENT

رغم صلاحية الفكرة من منظور فيزيائي، تبقى صواريخ الأمواج الثقالية ضمن نطاق الفيزياء النظرية دون منفعة عملية، لأنها تحتاج إلى طاقة وتقنيات غير متاحة اليوم. يُحتمل أن تُعاد مناقشة هذه الأفكار مستقبلاً إذا ظهرت تقنيات جديدة للتعامل مع الزمكان أو تقدم فهمنا للجاذبية الكمومية.

toTop