نجيب محفوظ: عملاق الأدب العربي

ADVERTISEMENT

نجيب محفوظ، كاتب مصري، هو الروائي العربي الوحيد الحائز على نوبل في الأدب. يُعدّ ركيزة السرد العربي الحديث. تجاوزت كتبه حدود مصر، وقدّم صورة دقيقة للمجتمع المصري وتغيّراته الاجتماعية والسياسية، وتناول موضوعات إنسانية عالمية: الهوية، الكرامة، الحرية.

وُلد محفوظ عام 1911 في القاهرة في بيئة ثقافية غنية أثرت على فكره وأدبه. درس الفلسفة في جامعة القاهرة، ثم قرأ الأدب الغربي وتأثر بروائيين كبار مثل دوستويفسكي وديكنز. بدأ في الثلاثينيات بنشر القصص القصيرة، وكتب الرواية بمنظور واقعي تاريخي، ثم اتجه إلى الواقعية الاجتماعية في «زقاق المدق» و«خان الخليلي»، ثم إلى الرمزية في «أولاد حارتنا»، والفنتازيا في «الحرافيش»، وخلط في ما بعد البوح الشخصي بالتأملات الوجودية في «أصداء السيرة الذاتية» و«أحلام فترة النقاهة».

ADVERTISEMENT

تتنوع أعمال محفوظ بين الواقعية النفسية والاجتماعية والرمزية، وتتناول القهر الاجتماعي، سلطة الدولة، تبدّل الهوية. استقى تفاصيل شخصياته من الواقع المصري، خاصة أحياء القاهرة؛ كانت الحارة رمزاً لمصر في كتبه. سجّلت «ثلاثية القاهرة» انتقال المجتمع من الاستعمار إلى بداية الاستقلال عبر سرد حياة أسرة عبد الجواد، فنال شهرة عالمية.

أسلوبه بسيط واضح، يستخدم الرمزية والاستعارة بسلاسة دون تعقيد لغوي، فانتشرت كتبه. يُشبّه أسلوبه بديستويفسكي في العمق النفسي، بهمنغواي في بساطة اللغة، ماركيز في الرمزية، أتشيبي في الجمع بين الخصوصية الثقافية والموضوعات العالمية.

ADVERTISEMENT

كان محفوظ ناقداً اجتماعياً صادقاً؛ تناول السلطة، الفساد، الظلم، الدين كعنصر من الهوية، وظل مؤمناً بحرية التعبير رغم الرقابة. أثّر في أجيال من الكتّاب العرب، وترجمت أعماله إلى لغات متعددة. ترسّخت مكانته أيقونة في الأدب العربي الحديث وصوتاً بارزاً في الأدب العالمي.

يبقى نجيب محفوظ، بأسلوبه وفلسفته وإنسانيته، من أوضح من رسم تحولات المجتمع المصري، وساهم في تثبيت الرواية العربية في الوعي الأدبي العالمي، مؤكداً دور الأدب في كشف الإنسان والتاريخ والمجتمع.

toTop