تحديات زراعة البن

ADVERTISEMENT

يُشرب الناس القهوة في كل أنحاء العالم. تأتي من بذور شجرة البنّ التي نشأت جنوب الصحراء الكبرى في إثيوبيا. تقول الرواية إن راعياً لاحظ أن ماعزه صار نشيطاً بعد أكل تلك البذور، فاكتشف فائدتها. الآن تزرع القهوة في نحو 12.5 مليون مزرعة صغيرة تقع ضمن شريطة استوائية تُسمى «حزام الحبوب»، وتأتي تجارتها في المرتبة الثانية بعد النفط.

بدأت زراعة البنّ في بلاد الشام واليمن، ثم انتشرت في القرن الخامس عشر إلى تركيا وفارس وسورية والجزيرة العربية. وصلت أوروبا في القرن السادس عشر، ورفضها رجال دين في البداية، لكن البابا كليمنت الثامن أذن بشربها. في القرن السابع عشر صارت مقاهي لندن أماكن يجتمع فيها الناس للحديث في السياسة والأدب.

ADVERTISEMENT

أكبر دول تنتج القهوة هي البرازيل وفيتنام وكولومبيا. أما أكثر الناس استهلاكاً فهم سكان الدول الإسكندنافية بسبب البرد الطويل. في فنلندا يستهلك كل فرد نحو 12 كغ من القهوة في السنة.

يوجد نوعان رئيسيان: الأرابيكا ذات الجودة العالية وتشكل 62 % من الإنتاج، والروبوستا التي تُعطي حبوباً أكثر وتتحمل الأمراض. لما انتشر مرض صدأ الأوراق في القرن التاسع عشر لجأ بعض المزارعين إلى زراعة الروبوستا بدلاً من الأرابيكا.

تؤثر تغيّرات المناخ سلباً في زراعة البنّ؛ يُتوقع أن يُفقد بين 30 و60 % من الأراضي التي تناسب الشجرة بحلول عام 2050. تزيد انبعاثات الغازات الدفيئة وتتناقص الأنواع الحية في مزارع القهوة.

ADVERTISEMENT

يقع المزارعون في هامش الربح رغم أنهم يُنتجون معظم البنّ. شركات قليلة كبيرة تسيطر على التوزيع، فتحدد السعر وتأخذ الجزء الأكبر من الربح، بينما لا يملك صغار المزارعين أي نفوذ يذكر.

يعمل كثير من قطّاعي البنّ في ظروف شاقة، يتنفسون المبيدات، يُصابون بآلات الحصاد الحادة، ولا يحصلون على معدات وقاية. في بعض المناطق تترافق الزراعة مع عنف وتهريب وتوترات اجتماعية. حل هذه المشكلات يحتاج تعاوناً عالمياً يشمل كل حلقات التوريد والجهات المعنية.

toTop