مدينة أوبار المفقودة، أحد أكبر أسرار التاريخ العربي

ADVERTISEMENT

تُعرف مدينة أوبار الأثرية، الواقعة في جنوب سلطنة عُمان بمنطقة شصر بمحافظة ظفار، بأسماء عدّة مثل "أطلنطس الرمال" و"إرم ذات العماد" و"شصر". تُعد من أكبر أسرار الشرق الأوسط التي لا تُفسّر، وتجذب المستكشفين والباحثين منذ قرون.

بدأت المدينة قبل أكثر من 5000 عام. يُروى أن شداد بن عاد بناها، واستغرق بناؤها نحو 300 سنة. كانت مبانيها مرتفعة، وتصميماتها تلفت النظر، وأرضها خصبة تخترقها أنهار عذبة. شكّلت مركزاً تجارياً مهماً في المنطقة، خصوصاً في بيع التوابل والزيوت.

تربط الروايات أوبار بقوم عاد، الذين عبدوا الأصنام ورفضوا دعوة النبي هود إلى التوحيد. أرسل الله عليهم ريحاً عاتية دامت سبع ليالٍ، محوّلة المدينة ركاماً. نجا هود والمؤمنون فقط، واختفت أثار المدينة قرناً بعد قرن.

ADVERTISEMENT

تنوعت محاولات العثور على أوبار. في عام 1930، قاد بيرترام توماس أول بعثة إلى صحراء الربع الخالي، مستعيناً بالبدو والمنطاد، لكنه لم يعثر على دليل يحدد موقع المدينة، وسجّم خيبته في كتابه "أرابيا فيليكس".

في الأربعينيات، عثر ويلفريد ثيسيجر على بئر وبقايا جدار في منطقة شسر، واعتبرهما جزءاً من أوبار. لم تثبت الأوساط الأثرية صلتهما بالمدينة، لكن الشركة التي استثمرت الموقع عام 1948 لم تتوصل إلى نتيجة واضحة.

أبرز المحاولات كانت عام 1992 بقيادة نيكولاس كلاب، الذي استند إلى دراسات مُعمقة وخرائط بطليموس القديمة، واستخدم تقنيات الاستشعار بالأقمار الصناعية. رغم ذلك، لم يُقدّم دليل حاسم على موقع أوبار.

ADVERTISEMENT

تبقى أوبار، أو إرم ذات العماد، من أبرز المدن المفقودة التي حفلت بها الروايات والأساطير، محتفظة بسرّها داخل رمال الربع الخالي.

toTop