أثر الروبوتات في رعاية المسنين: بين التكنولوجيا والتأثير الاجتماعي

ADVERTISEMENT

مع التقدم التكنولوجي السريع، أصبحت الروبوتات الذكية والاجتماعية حلاً متناميًا لتلبية احتياجات رعاية المسنين، وسط تراجع في أعداد مقدمي الرعاية وازدياد شيخوخة السكان. تُستخدم بعض الروبوتات مثل بارو، في دور الرعاية للمساهمة في تحسين التفاعل الاجتماعي والصحة النفسية لكبار السن.

ومع ذلك، تثير هذه الابتكارات تساؤلات حول تأثير استبدال التفاعل البشري بالذكاء الاصطناعي. يوضح البروفيسور هنريك سكوج سيترا أن استخدام الروبوتات في المهام الجسدية مثل النقل والتنظيف قد يكون مفيدًا، لكنه يحذر من فقدان «اللمسة الإنسانية» إذا تم استبدال الاهتمام البشري العاطفي بروبوت. في السياق ذاته، يشدد الأستاذ أتلي أوتسين سوفك على أن التفاعل الإنساني هو مصدر معنوي لا يمكن للتكنولوجيا تقليده.

ADVERTISEMENT

بينما تُظهر الدراسات أن تقنيات مثل ChatGPT قد تحاكي سلوكًا تعاطفيًا، فإن مصداقية هذا التعاطف لا تزال محل جدل. يعتمد قبول بعض المسنين للروبوتات كمرافقين على التفضيلات الفردية، وقد يشكِّل استخدامها بديلاً غير كافٍ للعلاقات البشرية عند البعض، مما يعمّق الشعور بالوحدة ويفقد الرعاية إنسانيتها.

ومن الناحية الأخلاقية، تبرز مخاوف من التعلق العاطفي المفرط بالروبوتات، خصوصًا الشبيهة بالبشر، والتي قد تؤدي إلى إضعاف العلاقات الاجتماعية الحقيقية. تدعو الآراء إلى تصميم هذه الروبوتات بما يضمن دورًا مساعدًا فقط، يكمّل العلاقة بين الإنسان والآلة ولا يستبدلها.

ADVERTISEMENT

تشير الخبيرة ماريا سلافكوفيك إلى أن خصوصية الأفراد في المنازل الخاصة قد تتعرض للاختراق من خلال أجهزة استشعار الروبوتات، ما يتطلب أطرًا قانونية واضحة وضمانات لاستخدامها المتزن. أما بيئيًا، فإن استهلاك الطاقة لخدمة بيانات الذكاء الاصطناعي يفرض تحديات استدامة لا يمكن تجاهلها، ويستوجب حلولًا تكنولوجية منخفضة التأثير البيئي.

في النهاية، تبقى الروبوتات وسيلة واعدة في تطوير رعاية كبار السن، لكنها تتطلب توازنًا دقيقًا بين الكفاءة التقنية والاحتياجات العاطفية والإنسانية لضمان بيئة رعاية شاملة ومتوازنة، تحترم الكرامة وتدعم جودة الحياة.

toTop