لماذا أصحاب الميداليات البرونزية الأولمبية أكثر سعادة من أصحاب الميداليات الفضية

ADVERTISEMENT

في دورة الألعاب الأولمبية، لا تعني الميدالية الفضية دائمًا السعادة. خلال أولمبياد بكين 2022، شعرت ألكسندرا تروسوفا بخيبة أمل رغم حصولها على الفضية، وصرّحت بأنها لن تتزلج مجددًا. الإحباط من المركز الثاني ليس حالة فردية، سبق أن لاحظه الجمهور مع رياضيين مثل مايكل فيلبس وماكايلا ماروني.

دراسة حديثة شملت صورًا لـ413 رياضيًا أولمبيًا من 2000 إلى 2016، أثبتت أن الحاصلين على الميدالية البرونزية بدوا، في المتوسط، أكثر سعادة من الحاصلين على الفضية. استخدم الباحثون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل تعبيرات الوجه وقياس الابتسامات بدقة، متجنبين التحيز البشري. البيانات أظهرت أن أصحاب الميداليات الذهبية كانوا الأكثر ابتسامًا، يليهم البرونزيون، بينما جاءت الفضية في المرتبة الأخيرة من حيث تعبير السعادة.

ADVERTISEMENT

يُفسَّر ذلك من خلال ما يسمى بـ"التفكير المضاد"، أي تخيل ما كان سيحدث لو حصل أمر مختلف. الفائز بالميدالية الفضية يقارن نفسه بالصعود إلى الذهب، فيشعر بخسارة فرصة، بينما الفائز بالبرونز يقارن نفسه بعدم الفوز مطلقًا، فيشعر بالامتنان. تلعب التوقعات دورًا كبيرًا، فالميدالية الفضية تُعد خيبة أمل لمن كان يتوقع الذهب، كما حدث مع ماروني التي توقعت Sports Illustrated فوزها بالمركز الأول.

أظهرت الدراسة أن الرياضيين الذين فاقوا التوقعات كانوا أكثر ابتسامًا، بغض النظر عن نوع الميدالية التي فازوا بها. ورغم أن الابتسامات لا تعكس دائمًا مشاعر حقيقية، فإنها تعكس حالة الرياضيين النفسية على منصة التتويج. تشير النتائج إلى أن التعبيرات العاطفية ترتبط غالبًا بنتائج الأداء أكثر من الميدالية نفسها.

ADVERTISEMENT

لا تقتصر الظاهرة على الرياضة، يشعر المرء بخيبة الأمل من المركز الثاني في مجالات عدة كالمسابقات، أو المقابلات الوظيفية، أو الانتخابات. تغيير طريقة التفكير حول النجاح يؤدي إلى مزيد من الرضا، والنظر بإيجابية إلى الإنجازات حتى لو لم تكن في المركز الأول.

toTop