button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

الحديد: مخاطر أرتفاع نسبته في الدم وكيفية التخلص منها

ADVERTISEMENT

الحديد من المعادن الأساسية التي يحتاجها الجسم للقيام بوظائفه الحيوية، مثل نقل الأكسجين عن طريق خلايا الدم الحمراء، ودعم الطاقة، والمساعدة في النمو. ومع أن نقص الحديد أمر شائع ويؤدي إلى فقر الدم، إلا أن القليل من الناس يعرفون أن ارتفاع مستويات الحديد أيضًا يمكن أن يكون خطرًا على الصحة. كثير من الأشخاص يعتقدون أن الإكثار من العناصر المفيدة لا يضر، لكن الحقيقة أن التوازن هو الأساس في كل شيء، حتى في المعادن. في هذا المقال، سنستعرض معًا ما هي أضرار زيادة الحديد في الجسم، كيف تحدث هذه الزيادة، وماذا يمكن أن نفعل لتقليل مستوياته بطريقة آمنة وفعّالة.

ما هو الحديد ولماذا يحتاجه الجسم؟

الحديد عنصر غذائي مهم يدخل في تركيب الهيموغلوبين، وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء المسؤول عن نقل الأكسجين من الرئتين إلى باقي أعضاء الجسم. كما يساهم الحديد في إنتاج الطاقة داخل الخلايا، ودعم عمل الجهاز المناعي، والمساهمة في وظائف المخ والتركيز.

ADVERTISEMENT

ما هو ارتفاع الحديد في الجسم؟

ارتفاع الحديد في الجسم يُعرف طبيًا باسم "فرط الحديد" أو Hemochromatosis، وهو تراكم غير طبيعي للحديد في الأعضاء الحيوية مثل الكبد، القلب، البنكرياس، والمفاصل. السبب قد يكون وراثيًا (وهو النوع الأولي) أو ناتج عن عوامل أخرى مثل تناول مكملات الحديد بكمية كبيرة، عمليات نقل الدم المتكررة، أو أمراض مزمنة (وهو النوع الثانوي).

أعراض ارتفاع الحديد

صورة من موقع envato

في بداياته، قد لا تظهر أعراض واضحة، لكن مع الوقت وتراكم الحديد تظهر بعض العلامات، مثل:

الشعور بالتعب الدائم والإرهاق بدون سبب

آلام في المفاصل

تغير لون الجلد إلى اللون البرونزي أو الرمادي

فقدان الوزن غير المبرر

مشاكل في الكبد (تضخم أو خلل في وظائفه)

ضعف في الرغبة الجنسية أو اضطرابات في الدورة الشهرية لدى النساء

تساقط الشعر
تقلب المزاج والاكتئاب أحيانًا بسبب تأثير الحديد الزائد على الدماغ

ADVERTISEMENT

في الحالات المتقدمة، قد يؤدي ارتفاع الحديد إلى أمراض خطيرة مثل:

تليف الكبد
فشل القلب
السكري
مشاكل في الغدة الدرقية
ضعف الخصوبة والعقم
أمراض عصبية تؤثر على الذاكرة والانتباه

كيف يتم تشخيص ارتفاع الحديد؟

يبدأ التشخيص عادة بإجراء تحليل دم لقياس نسبة الفيريتين (بروتين يخزن الحديد) ونسبة تشبع الترانسفيرين (الناقل الرئيسي للحديد). إذا كانت هذه النسب مرتفعة، يُطلب من المريض إجراء تحاليل إضافية مثل فحص الجينات أو خزعة الكبد.

في بعض الأحيان، قد يُطلب إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للكبد أو القلب، لمعرفة كمية الحديد المتراكمة في هذه الأعضاء بدقة، خاصة في الحالات المتقدمة أو الوراثية.

من المهم أن يتم التشخيص تحت إشراف طبيب، لأن أعراض ارتفاع الحديد قد تتشابه مع أمراض أخرى مثل التهاب الكبد أو الأمراض المناعية.

ADVERTISEMENT

أسباب ارتفاع الحديد

صورة من موقع unsplash

هناك عدة أسباب تؤدي إلى تراكم الحديد في الجسم، منها:

الأسباب الوراثية:

متلازمة ترسب الأصبغة الدموية الوراثية (Hereditary Hemochromatosis) تحدث بسبب خلل في جين معين يؤدي إلى امتصاص الحديد بشكل زائد من الطعام، وغالبًا ما تظهر الأعراض بعد سن الأربعين لدى الرجال، وبعد انقطاع الطمث لدى النساء.

الإفراط في تناول المكملات:

بعض الناس يتناولون مكملات الحديد بدون وصفة طبية أو بجرعات عالية، مما يؤدي إلى تراكمه، خاصة إذا لم يكن هناك حاجة فعلية لها.

أمراض الدم:

مثل الثلاسيميا أو الأنيميا المنجلية، والتي تتطلب عمليات نقل دم متكررة، مما يزيد من كمية الحديد في الجسم بمرور الوقت.

أمراض الكبد:

مثل التهاب الكبد المزمن أو التليف الكبدي، والتي قد تؤدي إلى خلل في تنظيم الحديد، وبالتالي تراكمه.

ADVERTISEMENT

كيف يمكن التخلص من الحديد الزائد؟

لحسن الحظ، هناك طرق فعالة وآمنة لتقليل نسبة الحديد في الجسم، منها:

سحب الدم (Phlebotomy):

وهو العلاج الأساسي، ويتم عن طريق سحب كمية من الدم أسبوعيًا أو شهريًا، مما يقلل من نسبة الحديد في الجسم تدريجيًا. يشبه ذلك التبرع بالدم ويُستخدم غالبًا في الحالات الوراثية. هذا العلاج بسيط وغير مؤلم نسبيًا، لكنه يتطلب التزامًا على المدى الطويل.

أدوية مخلبية للحديد (Chelation therapy):

وهي أدوية ترتبط بالحديد الزائد وتساعد الجسم على إخراجه عن طريق البول أو البراز. تُستخدم عادة عندما يكون المريض غير قادر على سحب الدم، مثل المصابين بفقر الدم المزمن أو الأطفال.

تقليل تناول الأطعمة الغنية بالحديد:

خصوصًا الحديد الهيمي الموجود في اللحوم الحمراء والكبدة، وكذلك تقليل استهلاك فيتامين C أثناء الوجبات، لأنه يعزز امتصاص الحديد. أيضًا يُفضل زيادة تناول الأطعمة التي تعيق امتصاص الحديد مثل الشاي والقهوة.

ADVERTISEMENT

تجنّب الطهي بأواني حديدية:

لأن بعض الحديد ينتقل من الأواني إلى الطعام، مما يزيد من استهلاك الحديد غير المقصود، خصوصًا في الأطعمة الحمضية.

الابتعاد عن الكحول:

لأن الكحول يزيد من امتصاص الحديد ويُجهد الكبد، مما يزيد من مضاعفات الحالة. الكحول أيضًا يسرّع تلف الكبد في حالات ترسب الحديد الوراثي.

هل يمكن الوقاية من ارتفاع الحديد؟

صورة من موقع unsplash

نعم، خاصة في الحالات الوراثية. من المهم إجراء فحوصات دورية إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض، وعدم تناول مكملات الحديد إلا بوصفة طبية. كما يُفضل اتباع نظام غذائي متوازن وعدم الإفراط في تناول اللحوم الحمراء أو المكملات.

الحديد معدن أساسي للحياة، لكن التوازن مهم. فكما أن نقصه يسبب فقر الدم والتعب، فإن زيادته قد تؤدي إلى تلف في الأعضاء وأمراض مزمنة خطيرة. إذا شعرت بأعراض غير مفسرة أو كان لديك تاريخ عائلي، لا تتردد في إجراء الفحوصات اللازمة. الحفاظ على مستوى الحديد في الجسم هو مفتاح لصحة طويلة وعافية دائمة، والعلاج المبكر يمكن أن يمنع المضاعفات ويحمي جودة حياتك لسنوات قادمة.

toTop