بحيرة المريخ القديمة: عالم مائي أكبر من أي عالم على الأرض

ADVERTISEMENT

لطالما شدّ المريخ أنظار العلماء بسطحه الأحمر وأسراره الغامضة. مع تقدّم الاستكشاف الفضائي، أظهرت بعثات فايكنج وكيوريوسيتي وMRO معالم تدل على وجود مياه سائلة في الماضي، مثل الدلتا وتراكيب الرواسب والأنهار الجافة، ما يوضح أن المريخ عرف مناخاً معتدلاً وغلافاً جوياً كثيفاً.

المريخ، الكوكب الرابع عن الشمس، يحوي تضاريس وعرة من جبال شاهقة ووديان شاسعة. يضم جبل أوليمبوس، أكبر بركان في النظام الشمسي، ونظام وديان مارينريس الضخم. غلافه الجوي رقيق ويغطيه غالباً صقيع من جليد جاف وماء، ما يظهر الفرق الواضح بينه وبين الأرض.

ADVERTISEMENT

أبرز الاكتشافات بحيرة قديمة ضخمة في حفرة غيل، كانت تغذيها أنهار ورواسب معدنية. بيانات كيوريوسيتي تشير إلى أن البحيرة كانت مستقرة، بقيت ملايين السنين، وتحتوي على مياه تشبه مياه الأرض، ما يجعل بيئتها صالحة للحياة الميكروبية.

امتدت البحيرة على نحو 150 ألف كيلومتر مربع، أي ضعف مساحة بحيرة سوبيريور، أكبر بحيرة عذبة على الأرض. عمقها لم يتجاوز 1.6 كيلومتر، فباتت أقرب إلى بحيرات أرضية ضحلة.

تغيّر مناخ المريخ جذرياً مع الزمن بعد أن فقد مجاله المغناطيسي، فتآكل غلافه الجوي بفعل الرياح الشمسية، وتبخّرت المياه السطحية، فخلّف سطحاً جافاً قاحلاً كما نراه اليوم.

ADVERTISEMENT

الاكتشاف يعزز البحث عن الحياة على المريخ. الماء شرط أساسي للحياة، ووجود بيئة مائية مستقرة في الماضي يرفع احتمال وجود حياة ميكروبية سابقة، خصوصاً مع العثور على جزيئات عضوية في صخور طينية.

بعثة المثابرة خُصصت لدراسة فوهة جيزيرو التي احتوت بحيرة مشابهة للمكتشفة سابقاً. يركز البحث الحالي والبعثات المقبلة لعلماء الفضاء ووكالاتهم على جمع العينات وتحليلها لكشف التاريخ المائي للمريخ وتحديد إمكانات الحياة فيه.

اكتشاف البحيرة القديمة يثبت أن المريخ كان أشبه بالأرض في الماضي، ما يزيد الاهتمام بدراسة الكوكب الأحمر والبحث المستمر عن آثار الحياة في النظام الشمسي.

toTop