عظمة وغموض تدمر: واحة بين الشرق والغرب في سورية

ADVERTISEMENT

تدمر القديمة في منتصف الصحراء السورية. الموقع يحمل تاريخًا طويلًا وثقافات متعددة، لذا يُعد من أبرز معالم التراث الإنساني. لقّبها الناس "لؤلؤة الصحراء السورية" لأنها كانت نقطة التقاء تجارية وثقافية بين الشرق والغرب. بدأت قرية صغيرة بجانب نبع إقفا، وازدهرت في الحقبة السلوقية بفضل موقعها بين المتوسط والفرات.

في عام 64 ق.م دخلت المدينة الحكم الروماني، وصارت مركزًا تجاريًا يُعرف بكثرة النخيل. استمرت في التوسع حتى منحها الرومان صفة "مدينة حرة" ثم جعلوها مستعمرة رومانية في القرن الثاني الميلادي. حلّت محل البتراء كمحور التجارة في الشرق الأدنى.

ADVERTISEMENT

أصبحت تدمر محطة أساسية على طريقين عالميين: أحدهما يربط الشرق الأقصى بالخليج العربي، والآخر هو طريق الحرير إلى الصين. الموقع الاستراتيجي وفر على القوافل قطع الصحراء، فاهتمّ الرومان بها لإيصال السلع الشرقية إلى أوروبا.

كانت سوقًا تمر عبرها البضائع والثقافات من روما حتى الصين. اندمجت في معمارها وملابسها تقاليد يونانية ورومانية وفارسية وآرامية. من أبرز معالمها معبد بل وبعل شمين، قبل أن يتضررا في النزاعات الحديثة.

بلغت المدينة أوجها في عهد الملكة زنوبيا. قادت تمردًا منفصلًا عن روما عام 267 م وأسّست إمبراطورية تدمر من مصر حتى آسيا الصغرى. عام 272 م استعاد الإمبراطور أوريليان السيطرة الرومانية ودمّر المدينة.

ADVERTISEMENT

بقيت تدمر تحت حكم الرومان ثم البيزنطيين ثم جاء الفتح الإسلامي. بدأت بالانحدار حتى خرّبها التيموريون في القرن الرابع عشر، وعادت قرية صغيرة. أطلالها اليوم تروي دورها الحضاري العالمي، وجوهرة منسية في صحراء سورية.

toTop