شرب المياه المعبأة أسوأ من شرب مياه الصنبور

ADVERTISEMENT

يظن كثير من الناس أن المياه المعبأة أنقى من مياه الصنبور، لكن دراسات حديثة تُظهر العكس في المناطق التي تراقب فيها الدولة جودة المياه بدقة. الاعتماد على المياه المعبأة يترك آثارًا بيئية واقتصادية وصحية تستدعي إعادة النظر في استهلاكها.

تنتج مصانع عبوات المياح البلاستيكية ملايين الأطنان من النفايات كل عام، وتأتي في المرتبة الثانية بين ملوثات المحيطات. لا تُعاد تدوير أغلب هذه العبوات، وتبقى مئات السنين قبل أن تتحلل، فتطلق جسيمات بلاستيكية تدخل السلسلة الغذائية. تصنيع العبوات يستهلك كميات كبيرة من الطاقة والمياه، مما يستنزف الموارد، خاصة في المناطق التي تعاني شح المياه.

ADVERTISEMENT

ثمن المياه المعبأة أضعاف ثمن مياه الصنبور، من دون ضمان جودتها أو سلامتها. في كثير من الدول تخضع مياه الصنبور لفحوص دورية، مما يجعلها مراقَبة وموثوقة. بعض أنواع المياه المعبأة لا تعدو أن تكون مياه صنبور أُعيد تعبئتها.

صحيًا، تحتوي بعض العبوات على جسيمات بلاستيكية ومواد كيميائية قد تنتقل إلى الماء عند التعرض للحرارة، وقد تؤدي إلى اضطرابات هرمونية ومشكلات في المناعة. المياه الراكدة في العبوات تُنشئ بيئة تنمو فيها البكتيريا، بينما تُشرب مياه الصنبور طازجة عادةً.

تستخرج شركات المياه المعبأة الماء من مصادر طبيعية مثل الأحواض الجوفية والينابيع، مما يقلل من نصيب المجتمعات المحلية ويزيد الضغط على الأنظمة البيئية. نقل المياه المعبأة لمسافات طويلة يرفع الانبعاثات الكربونية، بينما تصل مياه الصنبور إلى المستهلك عبر الشبكة بكفاءة أعلى.

ADVERTISEMENT

تعارض منظمات حقوق الإنسان تحويل المياه إلى سلعة، لأن ذلك يُضعف الجهود الرامية إلى تطوير شبكات مياه عامة آمنة وفعالة، ويزيد العبء على المجتمعات الفقيرة. الاستثمار في مياه الصنبور يحقق عدالة توزيع ويحمي الحق العالمي في مياه نظيفة وآمنة.

رغم سهولة المياه المعبأة، يمكن الحصول على نفس المنفعة باستخدام زجاجات قابلة لإعادة الاستخدام مملوءة بمياه الصنبور المفلترة، مما يوفّر المال ويقلل التلوث ويعزز الاستدامة البيئية.

toTop