تاريخ مدينة سامرّاء ... جوهرة العراق الخفية

ADVERTISEMENT

تقع سامراء شمال بغداد على ضفاف دجلة، وتُعرف قديمًا بـ"سُرّ من رأى". كانت عاصمة الدولة العباسية لفترة. تحتفظ المدينة بتراث طويل، وتُعد من أبرز المواقع الإسلامية لوجود معالم أثرية بارزة، وقد خرج منها علماء وزعماء.

أصبحت سامراء عاصمة الخلافة عام 836م حين نقلها الخليفة المعتصم إليها، وبقيت كذلك إلى عهد المتوكل الذي بنا جامع سامراء الكبير ذا المئذنة اللولبية المعروفة بـ"الملوية". شيّدت فيها قصور وأسواق لا تزال آثارها تُظهر طراز العمارة العباسية.

رغم الاضطرابات التي أصابت الدولة العباسية، لم تصل أضرار الغزو المغولي إلى البنية التراثية لسامراء؛ إذ بقيت أبنيتها خارج طريق الدمار، ما ساعد على بقاء ملامحها المعمارية الأصلية.

ADVERTISEMENT

تزداد أهمية المدينة لدى المسلمين الشيعة لاحتوائها مرقد الإمام علي الهادي وابنه الإمام الحسن العسكري، الإمامين العاشر والحادي عشر. أضحت مقصدًا دينيًا يقصده الزوار من بلدان متعددة.

يُعد جامع سامراء الكبير أبرز معلم فيها، وبقي أطول مسجد في العالم الإسلامي زمناً. ترتفع مئذنته الحلزونية 52 مترًا، وبُنيت من طوب محروق ورخام مستورد، في مشروع أشرف عليه المتوكل بمعاونة مهندسين من أرجاء الإمبراطورية.

ولدت سامراء عددًا من الشخصيات البارزة: عدنان حمد لاعب ومدرب الكرة العراقي، محمد مهدي كبة رئيس حزب الاستقلال، والسيد مرتضى العسكري المفكر الشيعي المعروف بدراساته التحليلية لتاريخ الإسلام.

ADVERTISEMENT

تضم المدينة معالم مثل مسجد أبي دلف، دار الخلافة، قصر العاشق، فضلًا عن مواقع لم تُحفر بعد. اختارتها اليونسكو عاصمة الحضارة الإسلامية لعام 2020، لكنها ما تزال تعاني إهمالاً ونقص الخدمات الأساسية رغم قيمتها التاريخية والدينية.

toTop