مونتيفيردي السحابية: تجربة استثنائية في قلب كوستاريكا

ADVERTISEMENT

تقع محمية مونتيفيردي السحابية في شمال غرب كوستاريكا. تغطيها غابات كثيفة دائمة الضباب والرطوبة، فتنمو فيها نباتات نادرة وتعيش حيوانات لا تُرى في أماكن أخرى. السحب تلتف حول المرتفعات الخضراء طوال العام، فتبدو كأنها جزء من الأرض.

تعيش في المحمية أكثر من 400 نوع من الطيور، أشهرها الكيتزال الوطني. تتقافز القرود بين الأغصان، ويخرج الكواتيموندي ليلًا، وتزحف الضفادع على أوراق السرخس العملاق، بينما تفتح الأوركيد أزهارها تحت ظلال الأشجار العالية.

يمكن للزائر أن يمشي بين مسارات الغابة، يصعد إلى الجسور المعلقة ليرى الأشجار من أعلى، ثم ينزل إلى الشلالات. من يريد المزيد من الإثارة يتزحلق بحبال بين الأغصان، أو يتجدف في الأنهار القريبة. ليلًا، يخرج المرشد بمجموعة صغيرة تحمل مصابيح، فيُرى الثعالب الطائرة والحيات الصفراء. صباحًا، تُفتح أبواب مزارع القهوة وحدائق الفراشات، فيشرح المزارع كيف تُزرق حبة البن، وكيف تخرج الفراشة من شرنقتها.

ADVERTISEMENT

قبل الزيارة، يُحجز المرشد ويُرتدى معطف مضاد للمطر، لأن الغابة تبلل الزائر في أي لحظة. يُمنع ترك قارورة بلاستيك أو بقايا طعام؛ فالغابة بقيت نظيفة لأن كل من دخلها أخذ ما جاء به.

عدسة الكاميرا تلتقط طائر الكيتزال وهو يفتح ذيله الأخضر الزاهي، وضبكة العنكبوت تتلألأ بقطرات المطر. من يزور مونتيفيردي لا يخرج بصور فقط، بل يحمل في صدره صوت غابة لا تُنسى: صرير الضفادع، همس السحب، وصوت الشلال البعيد الذي يستمر في الهدر حتى بعد العودة إلى البيت.

toTop