معرفة الإنسان: قضية شرف – المبارزة

ADVERTISEMENT

رغم ارتباط المبارزات بالعصور الوسطى، استمرت حتى وقت قريب، إذ وقعت آخر مبارزة موثقة في فرنسا عام 1967، وكانت وسيلة متداولة لحل قضايا الشرف، خاصة بين الطبقات العليا. تبدأ المبارزة عادة حين يتعرض شخص لإهانة، مثل صفعة أو إلقاء قفاز، ويُعد رفض التحدي جبنًا.

في أوروبا، خصوصًا فرنسا، فشل الحكام في منع المبارزات، إذ شهدت البلاد بين 1685 و1716 أكثر من 10,000 مبارزة بين الضباط، خلفت مئات القتلى. وفي قرارات سابقة، اعتمدت بعض الأنظمة القضائية المحاكمة بالقتال لفض النزاعات حتى في إنجلترا وإيطاليا وأمريكا.

تنوعت أشكال المبارزات بطرائف غريبة، كما حدث في باريس بالقرن التاسع عشر حين قتل رجل منافسه بكرة بلياردو. وفي مواجهة أخرى، قُتل مانويل بعد أن تحدى عشيق زوجته في مبارزة، في مأساة اكتملت حين تخلت الزوجة عن العشيق لاحقًا. حتى الألعاب الأولمبية شهدت مبارزات، إذ تضمنت أولمبياد لندن 1908 تبارياً بمسدسات شمعية للعرض.

ADVERTISEMENT

في الولايات المتحدة، كانت مبارزات الشرف متداولة رغم مخالفتها القانون، وتجاوزت خسائرها أحيانًا خسائر الحروب، كما في البحرية الأمريكية بين 1798 والحرب الأهلية. شارك شخصيات بارزة مثل أندرو جاكسون في مبارزات دموية؛ قتل جاكسون خصمه تشارلز ديكنسون رغم إصابته، وحمل الرصاصة في جسده حتى وفاته، ولم يمنعه ذلك من أن يصبح رئيسًا. كذلك، كاد أبراهام لنكولن أن يُقتل في مبارزة، أُلغيت في اللحظة الأخيرة.

ومن أشهر المواجهات، تلك التي جرت بين ألكساندر هاميلتون وآرون بور، وانتهت بمقتل هاميلتون وإنهاء مسيرته السياسية. خلفت المبارزات إرثًا جدليًا حول مفاهيم الرجولة والشرف، ولا تزال تثير الفضول حتى اليوم.

toTop