السبب السري وراء تفوق الولايات المتحدة على الاتحاد السوفييتي في الوصول إلى القمر

ADVERTISEMENT

رغم أن الرواية الشائعة تصوّر فوز الولايات المتحدة في سباق الفضاء نصراً للرأسمالية والديمقراطية على الشيوعية والاستبداد، فإن وصول أميركا إلى القمر استند إلى قيادة استراتيجية، تنظيم دقيق، تطور تكنولوجي سريع، ودعم اقتصادي وثقافي واسع.

في عام 1961، حدّد الرئيس جون كينيدي هدفاً واضحاً: إنزال إنسان على القمر قبل نهاية الستينيات. الهدف جمع السياسيين والعلماء حول مهمة واحدة، بينما بقي البرنامج السوفييتي مبعثراً. أنشأت الولايات المتحدة وكالة ناسا عام 1958، فنظّمت مشروع أبولو بالتعاون مع شركات خاصة وباتباع منهج هندسي متكامل.

ADVERTISEMENT

برنامج أبولو استخدم تقنيات متقدمة: صاروخ ساتورن 5 القوي، وحدات قيادة وقمرية صُممت للهبوط والعودة، وكمبيوتر توجيه دقيق. الصاروخ السوفييتي N1 فشل في كل التجارب، فأجهض مشروع موسكو القمري.

الاقتصاد الأميركي القوي سمح للكونغرس بتمويل ناسا بسخاء؛ مشروع أبولو حصل على نحو 4 % من الميزانية الفيدرالية، فبُنيت مراكز فضاء ضخمة ووُظّف أفضل العلماء. البرنامج السوفييتي عانى نقص التمويل وتغليب المشاريع العسكرية.

وسائل الإعلام الأميركية غذّت حلم استكشاف الفضاء، بينما بقي البرنامج السوفييتي بعيداً عن الجمهور. أظهرت الولايات المتحدة مرونة بشرية في أزمة أبولو 13، ورفعت نجاحاتها الروح المعنوية. الاتحاد السوفييتي لم يحوّل إنجازاته المبكرة إلى هدف رمزي بحجم الهبوط على القمر، فتراجع تأثيره العالمي في الحرب الباردة.

toTop