كيف بُنيت الأهرامات: لغز تم حله أخيرًا؟

ADVERTISEMENT

بدأ بناء الأهرامات في مصر القديمة بمصاطب بسيطة في الأسرات الأولى، ثم أصبحت مدرّجة، وبلغت أقصاها في الأسرة الرابعة بأهرام ذات جوانب ملساء. الهرم الأكبر في الجيزة، المقام لخوفو، هو الأضخم والأدق.

لم تكن الأهرامات مقابر فقط، بل إشارة إلى سلطان ملكي إلهي ودليل على وحدة المصريين وقوة الدولة. دفع المشروع التجارة والتكنولوجيا إلى الأمام، وفتح وظائف، مما منحه قيمة اقتصادية واجتماعية ظاهرة.

استغرق تشييد الهرم الأكبر نحو عشرين عاماً بمشاركة عشرين إلى ثلاثين ألف عامل ماهر وموسمي. تباينت المدة حسب الحجم والتعقيد؛ انتهت أهرام صغيرة في أقل من عشر سنوات.

ADVERTISEMENT

اعتمد العمل على الحجر الجيري المحلي للجسم، وللوجه الخارجي حجر طرة. جرى نقل الجرانيت من أسوان، واستُخدم الطوب اللبن والبازلت والملاط. تُظهر البقايا شبكة تجارية واسعة، خاصة لاستيراد خشب الأرز من لبنان والنحاس من سيناء.

استخدم العمال أزاميل نحاسية، مطارق حجرية، زلاجات خشبية. كشفت برديات وادي الجرف تفاصيل نقل المواد عبر النيل. تشير آثار إلى استخدام منحدرات، زلاجات مدهونة، ونظم توازن الأوزان.

نُظّمت القوى العاملة في فرق متخصصة تضم مهندسين وبنائين وصنّاع ونقّالين، مع سكن وطعام وعناية طبية. أُدير العمل مركزياً ووفق خطة، لا كما زعم سابقاً أنهم عبيد.

ADVERTISEMENT

قدمت الاكتشافات الحديثة، مثل منظومة المنحدرات في هاتنوب وبرديات وادي الجرف، معرفة حاسمة حول التقنيات والقيادة والتنظيم. ساعدت تقنيات تصوير حديثة في الكشف عن فراغات وغرف داخلية مجهولة.

تلعب الأهرامات دوراً وطنياً وعالمياً؛ هي رمز لهوية مصر ومصدر رئيسي لاقتصادها، إذ تسهم بأكثر من اثني عشر في المئة من الناتج المحلي عبر السياحة، وتشكل مركزاً عالمياً للأبحاث والدراسات الأثرية والتعليمية.

تسعى مصر حالياً للحفاظ على الأهرامات بمشاريع صيانة، توثيق رقمي، ومواجهة تغير المناخ. يُرجح أن تكشف أبحاث مستقبلية معلومات أعمق عن تاريخ هذه العجيبة المعمارية.

ADVERTISEMENT

أدهشت الأهرامات البشر قروناً، وبفضل التقدم العلمي والتقني صار الفهم أوسع لبنائها المذهل. إنها ليست آثاراً فقط، بل دعائم تراثية وثقافية تبهر العالم.

toTop