حين تتوقف الشمس: بداية فصل جديد وسحر الانقلاب الشتوي

ADVERTISEMENT

يحدث الانقلاب الشتوي في 21 أو 22 ديسمبر في نصف الكرة الشمالي. يكون النهار الأقصر والليل الأطول في السنة، ويبدأ به فصل الشتاء. تصل الشمس إلى أدنى ارتفاع لها في السماء بسبب ميل محور الأرض، فيبدو أنها تتوقف عن الانخفاض قبل أن تبدأ بالصعود تدريجيًا، ليبدأ طول النهار بالزيادة.

أولى الشعوب القديمة للانقلاب الشتوي اهتمامًا خاصًا، فربطته بأساطير واحتفالات. أقام الرومان مهرجان "ساتورناليا" احتفالًا بالضوء، وأشعل الأوروبيون الشماليون نيران "يول" ترحيبًا بعودة الشمس. يجتمع أفراد العائلة في الصين خلال مهرجان "دونغ تشي" ويتناولون أطباقًا تقليدية. تعبّر كل تلك الطقوس عن الشكر للطبيعة، وتُعد رمزًا للتجدد والبداية الجديدة.

ADVERTISEMENT

أثر الانقلاب الشتوي في حياة الإنسان القديم من خلال ارتباطه بمواسم الزراعة وانتهاء الحصاد. لا تزال رمزية اليوم حاضرة اليوم في الأعياد الموسمية والعطل والمهرجانات التي تُظهر الضوء والتجدد.

يُحتفل بالانقلاب الشتوي ببساطة وروحانية من خلال التأمل، أو الجلوس في الطبيعة، أو إشعال شمعة كرمز داخلي للضوء. تُعد اللحظة فرصة للنظر في العام المنصرم وتجديد النوايا للعام الجديد، ما يعزز الارتباط بالطبيعة وبالقيم الحياتية الأساسية.

في إيقاع العصر الحديث السريع، يدعو الانقلاب الشتوي إلى التوقف واستعادة التوازن الداخلي والانفتاح على التغيير. يستمر هذا الحدث الفلكي في إلهام الإنسان برمزيته العميقة، حاملًا معاني النور المتجدد والارتباط بإيقاع الأرض، ليكون لحظة تستحق الاحتفال كل عام.

toTop