قرية تينمل ومسجدها القروي في المغرب : رحلة عبر الزمن

ADVERTISEMENT

تينمل قرية في قلب جبال الأطلس الكبير بالمغرب. هي مهد دولة الموحدين وتحتوي مسجد تينمل، أحد أبرز المساجد الأثرية في شمال إفريقيا. المسجد مكان ديني وتاريخي يحمل تراث المنطقة الإسلامي والمعماري.

في القرن 12، لجأ الإمام ابن تومرت إلى تينمل بعد طرده من مراكش. أسس حركة الموحدين التي دعت إلى توحيد الله والعدالة الاجتماعية. في 1124، جعل تينمل مركزًا دينيًا وسياسيًا. لاحقًا، أصبحت قاعدة انطلاق الدولة الموحدية بقيادة عبد المؤمن الذي وسّع نفوذها عبر شمال إفريقيا وجنوب الأندلس.

رغم نقل العاصمة إلى مراكش، بقيت تينمل مكانًا مقدسًا. تحتوي ضريح ابن تومرت ومسجد تينمل الذي بُني في منتصف القرن 12 ليعكس العمارة الموحدية ببساطتها وأناقتها. المسجد يتكون من قاعة صلاة مستطيلة بسبعة أروقة وأقواس مدببة، ومئذنة مزخرفة محفوظة جزئيًا حتى اليوم. بُني من الطين والحجر المحلي، وزُيّن بزخارف جبسية وآيات قرآنية دقيقة، مع لمسات من الزليج المغربي في بعض الزوايا.

ADVERTISEMENT

في سبتمبر 2023، دمر زلزال قوي مسجد تينمل في منطقة الحوز. الدمار أحدث صدمة كبيرة بين السكان الذين فقدوا رمزًا دينيًا وثقافيًا عزيزًا. المشاهد كانت مؤلمة، لكن أهالي القرية أظهروا عزيمة على إعادة بنائه واستعادة مكانته.

أُعيد اكتشاف المسجد في أوائل القرن العشرين. سُجل ضمن قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 1995. اليوم، تُبذل جهود مكثفة لترميمه بتمويل دولي ومحلي.

زيارة تينمل تجربة حسية وروحية. تتيح اكتشاف تاريخ الموحدين، واستكشاف عمق العمارة الإسلامية، والتمتع بطبيعة الأطلس الكبير. الزيارة تدعم السياحة المستدامة وتعزز الاقتصاد المحلي. تينمل تحكي قصة ماضٍ مجيد وتجسد الأمل في الحماية والإحياء من جديد.

toTop