الجبل الأخضر: واحة الحياة في قلب ليبيا

ADVERTISEMENT

يقع الجبل الأخضر في شمال شرق ليبيا، يبدأ من درنة ويمتد حتى الحدود المصرية. مناخه معتدل وتضاريسه متنوعة، فبات بقعة خضراء حية وسط صحراء ليبيا القاحلة، وصار من أبرز الأماكن التي يقصدها السياح الباحثون عن الطبيعة.

يبدو الجبل شريطاً أخضر يطل مباشرة على البحر الأبيض المتوسط. تكسوه غابات كثيفة، وتتخلله حقول مزروعة، وتتدفق فيه الوديان وتنبع منه عيون ماء، كما تتخلله شواطئ رملية هادئة. هذا المزيج يمنح المصورين ومحبي الطبيعة مشاهد جاهزة في كل اتجاه.

يرتفع الجبل فوق الساحل، فيحجب عنه حرارة الصيف ويستقبل رياحاً عليلة. تخفض درجات الحرارة في الصيف، وتسقط أمطار معتدلة شتاءً، فتروي التربة وتبقي الأشجار خضراء على مدار السنة، وتسمح للمزارعين بزراعة الزيتون والحمضيات دون ري مستمر.

ADVERTISEMENT

تنمو في الجبل أشجار الزيتون البري والصنوبر والبلوط، وتفوح رائحة اللافندر والنعناع البري في الهواء. يعيش في الغابات أرانب برية، ثعالب، غزلان صغيرة، وتحط عليها طيور مهاجرة قادمة من أوروبا، فتملأ المنطقة أصواتاً وألواناً على مدار العام.

تناثرت في الجبل مدن وقرى قديمة تحكي قصة من مروا به. في أبولونيا الساحلية بقيت أحجار المعابد اليونانية والأسوار الرومانية. في البيضاء (كيريني) يقوم معبد زيوس والمسرح الروماني شاهدين على عصر كان فيه المكان مركزاً دينياً وثقافياً. أسلنطة تحتفظ بمعابدها وحماماتها الحجرية، وقصر الشاهدان يظهر جدرانه وجنوزه الطراز الإسلامي. معبد زيوس هناك يُعد من أضخم المعابد في شمال أفريقيا.

ADVERTISEMENT

يمكن للزائر أن يمشي في المسارات الجبلية، يرافق مرشداً بيئياً، أو يتوقف لالتقاط الصور. تنتشر قرى صغيرة على المنحدرات، سكانها يزرعون أشجار الزيتون ويربون الماعز والأغنام، ويقدمون للضيف قهوة محمصة طازجةً. أفضل وقت للزيارة هو الربيع والخريف، مع ارتداء حذاء رياضي ثقيل وملابس خفيفة تُحمي من الشمس وتسمح بالحركة.

toTop