الاكتشافات الغامضة تحت الأهرامات : حقيقة علمية أم خيال مثير؟

لا تزال الأهرامات المصرية تثير الانبهار بعد آلاف السنين، وجذب هرم خفرع الأوسط اهتمامًا جديدًا بفضل فريق بحث إيطالي يسعى لاستكشاف أعماقه وتفسير بنيته الداخلية. اعتمد الفريق، من جامعات ومؤسسات إيطالية مثل جامعة تورينو والمعهد الوطني للجيوفيزياء، على تقنيات متقدمة مثل المسح الجيوكهربائي (ERT) والرادار الأرضي (GPR) لاستكشاف ما تحت الأرض دون حفر مباشر.

يتكوّن الفريق من خبراء متعددي التخصصات، منهم الدكتور أنجيلو سيسيري المتخصص بالجيوفيزياء، والبروفيسور ماتيو بيني من جامعة بولونيا، والدكتورة إليزا مارتيني المتخصصة بتكنولوجيا الآثار. واجه عملهم انتقادات تتعلق بغياب النشر الكافي في المجلات العلمية المحكمة، ما أثار تساؤلات حول مصداقية النتائج.

توصل الفريق إلى وجود مناطق ذات مقاومة كهربائية منخفضة أسفل الهرم، وتُفسَّر بوجود فراغات أو هياكل غير مكتشفة. لكن بعض علماء المصريات حذروا من تفسير تلك المعطيات على أنها ممرات أو غرف أثرية دون أدلة واضحة، مؤكدين أهمية التحقق الميداني والاستناد إلى مراجعات علمية دقيقة.

ورغم غياب الحسم، تمثل الجهود نقلة في مجال استكشاف الأهرامات، خاصة مع استخدام تقنيات مثل التصوير ثلاثي الأبعاد والأشعة الميونية، والتي كشفت بالفعل عن فراغات غامضة داخل الهرم الأكبر منذ عام 2015. يُرجَّح أن تكون الأهرامات أكثر من مقابر، ربما كانت مواقع طقسية تعكس نظرة المصريين القدامى للكون.

يبقى استكشاف الأهرامات مفتوحًا على تطورات علمية قادمة، حيث يلعب البحث العلمي المعتمد والمنهجي الدور الحاسم في التحقق من أي اكتشاف جديد، دون الانجراف وراء الأساطير أو المبالغات الإعلامية.