رمسيس الثالث في ضوء الاكتشافات الحديثة في الأردن

ADVERTISEMENT

يُعد الملك رمسيس الثالث من أبرز حكام مصر في العصر الحديث المتأخر، حيث صدّر غزوات شعوب البحر، وحافظ على وحدة الدولة واستقرارها. كشفت حفريات حديثة في الأردن عن آثار تُظهر أن النفوذ المصري وصل إلى أراضٍ شرق نهر الأردن في زمنه، فأعاد إثارة الجدل حول طبيعة العلاقات الإقليمية آنذاك.

حكم رمسيس الثالث البلاد من عام 1186 حتى 1155 ق.م، وحقق انتصارات عسكرية سُجّلت على جدران معابد مثل مدينة هابو. في عهده سُجّل أول إضراب عمالي معروف، وظهرت بوادر ضائقة اقتصادية واجتماعية.

في مواقع مثل خربة التنور، ذيبان، ووادي الموجب، وُجدت أختام طينية ونقوش فرعونية ترجع إلى زمن رمسيس الثالث، إلى جانب فخار وأسلحة على الطراز المصري، ما يدل على تجارة أو تواجد عسكري.

ADVERTISEMENT

ضمّت الاكتشافات نقوشاً هيروغليفية تذكر تحالفات إقليمية وتسمي إله آمون. كما ظهرت في المواقع الأردنية طوبولوجيا معمارية وزخارف فنية ودينية مصرية، منها عين حورس وتماثيل آلهة مصرية، في دلالة على نفوذ ثقافي مصري عميق.

النتائج تُظهر أن الأردن لم يكن مجرّد طريق تجار، بل موقعاً استراتيجياً ضمن شبكة نفوذ مصرية، خصوصاً أثناء الصراع مع شعوب البحر. يُرجّح أن رمسيس الثالث سعى إلى تأمين الطرق البرية المؤدية إلى وادي النيل وإلى مصادر المعادن مثل النحاس في فينان.

تطرح دراسات وجود نقاط مراقبة مصرية في جنوب الأردن ومركز في ذيبان، ودعمتها تحاليل جيولوجية وأثرية حديثة. وُجدت مقابر بطابع مصري، ما يدل على تواجد مستقر.

ADVERTISEMENT

تقترح بعض الدراسات أن التعامل مع السكان المحليين لم يقتصر على الجانب العسكري، بل شمل تحالفات وزواج. مع استمرار التنقيب، تتسع نافذة فهم أثر رمسيس الثالث في الإقليم، ويُعاد النظر في دور مصر القديمة في شرق الأردن.

toTop