كشف المجهول: انفصال الجبال الجليدية في أنتاركتيكا واكتشاف مخلوقات غامضة ذات مجسات

ADVERTISEMENT

تُعدّ القارة القطبية الجنوبية واحدة من آخر المناطق البكر على الأرض، حيث تجذب اهتمام الباحثين بسبب موقعها النائي، وظروفها المناخية القاسية، ودورها الحيوي في نظم المناخ العالمي. تواصل اكتشافاتها العلمية إبهار العالم، وكان آخرها انفصال جبل جليدي ضخم يُدعى A-81 في شباط 2025، مما كشف عن نظام بيئي لم يُرصد من قبل، يحتوي على كائنات بحرية غامضة.

يغطي الجليد نحو 98 % من مساحتها البالغة 14 مليون كيلومتر مربع، وتحتوي على حوالي 60 % من المياه العذبة في العالم. رغم ذلك، فإن تغيّر المناخ يُحدث آثاراً مدمّرة. ترتفع درجات الحرارة، خصوصاً في غرب أنتاركتيكا، حيث بلغت مستويات غير مسبوقة. أدى ذلك إلى تسارع ذوبان الصفائح الجليدية، ما ساهم بارتفاع مستوى سطح البحر بمعدل 0.43 ملم سنويًا، ووصل الجليد البحري إلى أدنى مستوياته المسجّلة عام 2023.

ADVERTISEMENT

يشير الانفصال المتزايد للجبال الجليدية - بزيادة تُقدّر بـ35 % في بعض المناطق منذ الثمانينيات - إلى اضطراب عميق في المنظومة البيئية. أفضل مثال على ذلك هو انفصال A-81، الذي غطى مساحة 1550 كيلومترًا مربعًا، وكشف عن بيئة منعزلة يعجّ فيها تنوّع بيولوجي مذهل، يشمل مخلوقات شفافة ذات مجسات لم تُعرف من قبل.

رُصدت كائنات متوهجة يتراوح حجمها بين 15 سم و1.2 متر، تحمل خصائص بيولوجية فريدة مثل الكروماتوفورات المتطورة والمجسات المتشعبة والتكّيف الأيضي المُعقّد، وتُظهر تواصلاً كهربائيًا حيويًا. يُعتقد أنها تطورت في عزلة آلاف السنين، وقد تفتح الباب أمام تطبيقات دوائية مستقبلية.

ADVERTISEMENT

أثارت الاكتشافات نقاشات حول أخلاقيات استكشاف النظم البيئية الهشة في بيئة مثل أنتاركتيكا التي تُشكّل حلقة تغذية راجعة حسّاسة للمناخ العالمي. إذ تشير التوقعات إلى ارتفاع مستوى البحر بأكثر من متر بحلول عام 2100، ما يهدد المدن الساحلية، ويُقدّر أن الأصول العالمية المعرضة للخطر تصل إلى 14 تريليون دولار.

الخلاصة: لم يعد انفصال الجبال الجليدية مؤشراً مُجرَّداً لتغير المناخ، بل هو باب إلى عوالم مجهولة ومهددة بالزوال. يواجه العالم تحدياً حرجًا بين التنمية والحفاظ على نظام بيئي يمثل آخر حدود الحياة على الأرض.

toTop