فقدان الشهية: هل هو مرض أم عرض؟

ADVERTISEMENT

فقدان الشهية مشكلة شائعة تصيب البالغين والأطفال معاً، ولها أسباب متعددة، منها ما هو جسدي ومنها ما هو نفسي. يحدث أحياناً بشكل مؤقت بسبب التهاب في الجهاز الهضمي، أو تسمم غذائي، أو إنفلونزا، أو فقر دم، أو نقص في الزنك أو حمض الفوليك، أو بسبب أمراض مزمنة مثل الإيدز والسرطان. كذلك، يظهر أحياناً نتيجة تناول بعض الأدوية، أو بسبب التدخين، أو شرب الكحول، أو تعاطي المخدرات.

أما فقدان الشهية النفسي المزمن، فيرتبط غالباً باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، القلق، الفصام، وأشهرها اضطراب الأكل المعروف بـ"فقدان الشهية العصبي". يتميز هذا النوع برغبة مريضة في عدم زيادة الوزن، فتقلل من الطعام بشدة، أو تفرط في ممارسة الرياضة، أو تتعمد التقيؤ بعد الأكل. يصيب هذا الاضطراب النساء أكثر من الرجال، لكن الرجال لا يُستثنون.

ADVERTISEMENT

الضغط الاجتماعي المتعلق بالمظهر الخارجي، اضطراب الهرمونات، العوامل الوراثية، ومرحلة البلوغ، كلها أمور تساهم في ظهور فقدان الشهية العصبي. تظهر الأعراض من خلال نقص الوزن الواضح، عدم الرضا عن شكل الجسم، تساقط الشعر، الإمساك، التعب، وانخفاض ضغط الدم. ويلاحظ أن المصاب يرى نفسه أكثر بدانة مما هو عليه في الواقع، مما يزيد من حدة المشكلة.

يعتمد علاج فقدان الشهية العصبي على جلسات علاج نفسي، إلى جانب تحسين النظام الغذائي، وتناول عناصر مثل الزنك والمغنيسيوم، ويُلجأ أحياناً إلى الأدوية. خطورة هذا الاضطراب تكمن في ارتفاع نسبة الوفيات بين المصابين، وكثير منهم لا يطلب المساعدة، مما يجعل الحالة أصعب، لذا يُفضل التدخل في وقت مبكر.

ADVERTISEMENT

في الأطفال، يحدث فقدان الشهية أحياناً بسبب عدوى فيروسية، أو التسنين، أو تقرحات في الفم. كما أن انخفاض كمية الطعام بعد السنة الأولى يُعد أمراً طبيعياً إذا كان النمو مستمراً بشكل سليم. لكن في بعض الحالات، يكون فقدان الشهية علامة على وجود مشكلة صحية أخرى، مثل أمراض في الكبد أو الكلى، وفي هذه الحالات يُنصح بمراجعة طبيب الأطفال لتقييم الحالة والتأكد من نمو الطفل.

toTop