كشف أسرار كونية: تقاطع الحضارة المصرية القديمة والفيزياء الفلكية الحديثة

ADVERTISEMENT

أظهرت دراسات حديثة أن المصريين القدماء برعوا في العمارة والطقوس الجنائزية، وفهموا الفلك بشكل متقدم وأسقطوا فهمهم على جدران التوابيت. يقول الدكتور أور غراور، المتخصص في الفيزياء الفلكية، إن رسم الإلهة "نوت" على التوابيت يُحتمل أن يكون صورة لمجرتنا درب التبانة؛ يظهر في الرسم شريط مظلم متموج يشبه "الصدع العظيم"، أي الشق الطويل الذي يقطع المجرة، فجعل المصريون من هذا الشكل خريطة سماوية ربطوها بالحياة بعد الموت.

بدأت الحضارة المصرية نحو عام 3100 قبل الميلاد، وعاشت على ضفاف النيل الذي كان فيضانه كل عام يغطي الأرض بطبقة خصبة، فأتاح الزراعة وقوّى النظام السياسي. قسمت الحضارة إلى عصور متتابعة، وكان للعمارة الرمزية مكانة كبيرة؛ بُنيت الأهرامات والمعابد الجنائزية بحيث تتماشى مع مواقع النجوم وتعكس مفاهيم الكون التي يؤمن بها المصريون.

ADVERTISEMENT

اعتنى المصريون القدماء بالدفن اهتماماً شديداً؛ آمنوا أن الإنسان يعيش مجدداً إذا وُفرت له الجثة والمقبرة والتابت بصورة صحيحة. بدأ التابت صندوقاً خشبياً بسيطاً، ثم تحول إلى قطعة فنية عليها صور الآلهة ونصوص "كتاب الموتى"، وكلها وُضعت لتأمن للمتوفى الطريق الآمن إلى العالم الآخر.

تشير الدراسة الجديدة إلى أن الفن الجنائزي المصري يحمل رموزاً فلكية، وتدعو الباحثين إلى استخدام أساليب متعددة التخصصات. بتطوير أدوات التصوير والتحليل سيظهر المزيد من الرسومات التي تمثل الكون، فيزيد فهمنا لإسهام مصر في علم الفلك الأول.

ADVERTISEMENT

ربط المصريون بين درب التبانة ومعتقداتهم عن الحياة بعد الموت، فأظهروا تصوراً عميقاً للكون، وجعلوا من النجوم علامات تهدي الروح إلى الخلود، مما يضيف صفحة جديدة إلى تاريخ علم الفلك في الحضارات القديمة.

toTop