ماذا لو لم يكن الانفجار العظيم البداية؟ تشير أبحاث جديدة إلى أنه ربما حدث داخل ثقب أسود.

ADVERTISEMENT

لطالما اعتُبرت نظرية الانفجار العظيم حجر الأساس في علم الكونيات، وقدّمت تصورًا لبداية الكون قبل 13.8 مليار سنة من نقطة كثافة غير متناهية. غير أن أفكارًا حديثة تقترح أن البداية تكون جزءًا من سلسلة تحولات أقدم وأكثر تعقيدًا مرتبطة بالثقوب السوداء.

تقترح بعض النظريات أن الثقوب السوداء ليست نهايات، بل مواضع ولادة لأكوان جديدة. عندما تنهار المادة بفعل الجاذبية وتشكّل ثقبًا أسود، تمنع التأثيرات الكمومية الانهيار الكامل، مما يسبب "ارتدادًا" يؤدي إلى نشوء كون جديد من داخل أفق الحدث، مع زمكان مستقل يتوسع بشكل مشابه لبداية كوننا.

ADVERTISEMENT

إذا صح التصور، فإن الانفجار العظيم ليس البداية المطلقة، بل لحظة انتقال من كون سابق إلى كوننا. يندرج النموذج تحت نظريات الأكوان المتعددة، حيث كل ثقب أسود يكون بوابة لكون جديد، بما يشكّل سلسلة لا نهائية من الأكوان المتوالدة.

في السياق، لا تقتصر الثقوب السوداء على كونها مناطق ظلماء تنهار إليها المادة، بل تتحول إلى مهد لخلق كوني. تشير بعض النماذج إلى أن السمات الفيزيائية للثقب الأسود مثل كتلته وشحنته تحدد خصائص الكون الناتج عنه. تؤسس الفكرة لما يعرف بـ"الانتخاب الطبيعي الكوني"، حيث الأكوان التي تسهّل تكوين ثقوب سوداء تصبح أكثر انتشارًا بمرور الزمن.

ADVERTISEMENT

يسعى العلماء لاختبار الفرضيات من خلال دراسة إشعاع الخلفية الكونية الميكروي، بحثًا عن بصمات من كون سابق أو آثار للارتداد الكوني. تجري أبحاث مكثفة في ميادين مثل الجاذبية الكمومية الحلقية ونظرية الأوتار لتطوير نماذج رياضية قادرة على تفسير ما يحدث داخل الثقوب السوداء. ومع تطور تقنيات الرصد والتحليل، نقترب من كشف دليل يدعم الرؤية الجديدة لأصل الكون، التي تنقلنا من تصور "بداية واحدة" إلى سلسلة مستمرة من الخلق الكوني.

toTop