حلول دائرية لمواجهة تحديات المياه العالمية

ADVERTISEMENT

الماء ضروري لحياة الإنسان وللبيئة، لكن عدداً من الضغوط مثل الزيادة السكانية السريعة، توسّع المدن، وتغير المناخ تهدد توفر الماء في العالم. نشأت الحضارات الكبرى على ضفاف الأنهار، واعتمدت اقتصاداتها وزراعتهم على المياه، ثم تطورت مصادر الماء من السطحية إلى الجوفية مع ارتفاع الطلب.

منذ الثورة الصناعية، زاد استهلاك المياه بسبب التحضر والصناعة، حيث تستهلك الزراعة وحدها نحو 70 % من المياه العذبة. بلغ السحب العالمي للمياه أكثر من 4000 كيلومتر مكعب عام 2000، ويتفاوت توفر المياه جغرافياً: حوض الأمازون وجنوب شرق آسيا غني بالمياه، بينما تعاني مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من شحّها.

ADVERTISEMENT

تعاني مناطق عديدة من ضغط مائي متزايد، نتيجة عوامل بشرية وطبيعية، أبرزها سوء الإدارة، الإسراف في الاستخدام، التلوث، ونقص البنية التحتية، إضافة إلى النزاعات حول المياه المشتركة بين الدول. ساهم تغير المناخ في تفاقم المشكلة، حيث أدى إلى تذبذب في هطول الأمطار وزيادة موجات الجفاف والفيضانات.

في هذا الإطار، ظهر مفهوم الاقتصاد الدائري للمياه كحل جديد يسعى لإعادة استخدام المياه وتقليل الهدر، عبر تقنيات مثل الترشيح الغشائي والأكسدة المتقدمة. تهدف الإدارة الدائرية للمياه إلى تعزيز الأمن المائي من خلال استخدام تقنيات ري موفرة، جمع مياه الأمطار، إعادة استخدام مياه الصرف الصحي، وتحلية المياه بالطاقة المتجددة.

ADVERTISEMENT

تُعد هذه الاستراتيجيات فعالة من حيث التكلفة والأثر البيئي، ونجحت دول مثل سنغافورة في تأمين حتى 40 % من احتياجاتها من المياه عبر إعادة التدوير. من المتوقع أن يرتفع الطلب على المياه بنسبة 20-30 % بحلول 2050، ما يجعل تبني نهج دائري في استهلاك المياه ضرورة ملحة لضمان الاستدامة.

تشمل تهديدات ندرة المياه: نقص الغذاء، تدهور الصحة العامة، اضطرابات اقتصادية، وتصاعد التوترات الجيوسياسية. في المقابل، تُعد الحلول الدائرية بارقة أمل للتغلب على الأزمة المائية العالمية، وتُتيح للمجتمعات التكيف مع المستقبل وبناء منظومة مائية قادرة على الصمود وصديقة للبيئة.

toTop