جبل طارق: ملتقى فريد يطل على قارتين وثلاث دول

ADVERTISEMENT

يقف جبل طارق عند المدخل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، يشرف على مضيق يربط أوروبا بإفريقيا والمحيط الأطلسي بالبحر الأبيض المتوسط. من نقطة واحدة يشاهد الزائر إسبانيا، المغرب، والقطاع البريطاني في جبل طارق، ما يظهر تركيبة المنطقة السياسية والتاريخية.

يبلغ طول مضيق جبل طارق 58 كيلومترًا ويضيق إلى 13 كيلومترًا. يعبره سنويًا أكثر من 100 ألف سفينة. جبل طارق يشكل الضفة الشمالية، وجبل موسى في المغرب يشكل الضفة الجنوبية. التسمية القديمة لكلا الجبلين هي عمودا هرقل، حيث كان يُعتقد أن العالم ينتهي عندهما.

منذ القدم، كانت المنطقة ساحة صراع. الفينيقيون، الرومان، والمسلمون بقيادة طارق بن زياد تنافسوا عليها. في العصر الحديث، أخذت بريطانيا جبل طارق بموجب معاهدة أوتريخت عام 1713، واحتفظت بقوات فيه، خصوصًا أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث أدارته قاعدة لمراقبة حركة السفن في المتوسط.

ADVERTISEMENT

رغم التوتر مع إسبانيا، يبقى جبل طارق إقليمًا بريطانيًا ذو حكم ذاتي واسع. اللغة الرسمية هي الإنجليزية، وتُستخدم الإسبانية ولهجة محلية تُعرف بـ"لينغو". السكان رفضوا في استفتاءين اقتراحات سيادة مشتركة مع إسبانيا، مؤكدين بقاءهم تحت العلم البريطاني.

التراث الثقافي في جبل طارق مزيج من التأثيرات البريطانية، الإسبانية والمغربية. المدينة تضم مسلمين، مسيحيين، يهودًا وهندوسًا، وتزدهر اقتصاديًا وسياحيًا. تضم صخرة جبل طارق، محمية قرود البربري، كهوف سانت مايكل، وأنفاق الحرب العالمية الثانية، إلى جانب أنشطة بحرية وتسوق معفي من الضرائب.

ADVERTISEMENT

جبل طارق يجسد التنوع والتعايش والتاريخ الحي على طرف الجغرافيا، ويجذب زوّارًا من كل مكان كموقع تلتقي فيه الثقافات، الأديان، والقارات.

toTop