الثقوب السوداء شائعة، فأين توجد الثقوب البيضاء؟

ADVERTISEMENT

تستند فكرة الثقوب البيضاء إلى حلول ضمن نظرية النسبية العامة وضعها كارل شوارزشيلد عام 1916، وهي عكس الثقوب السوداء من حيث الاتجاه الزمني. فعند عكس تدفق الوقت في معادلات الثقب الأسود، يظهر كيان نظري يُعرف بالثقب الأبيض.

في الثقب الأسود، تجذب الجاذبية كل شيء إلى الداخل ويُمنع الهروب بعد عبور أفق الحدث. أما في الثقب الأبيض، فتطرد المادة ولا يُسمح بالدخول. يشبه الأمر جاذبية مضادة تدفع المادة بعيداً. الفكرة تصور مخرجاً معاكساً للثقب الأسود لكن دون إثبات تجريبي.

ADVERTISEMENT

لا يوجد دليل يثبت وجود ثقوب بيضاء في الكون. رغم مشاهدات تشير إلى سلوك غريب للطاقة والمواد، لم يُرصد توقيع واضح يُربط بثقب أبيض. تفترض إحدى الفرضيات أن الثقوب البيضاء تمثل مخرجاً من ثقب أسود في كون بديل، لكنها تبقى ضمن التكوينات النظرية.

السبب في غياب الثقوب البيضاء عن الواقع يرتبط باتجاه الزمن في كوننا، إذ تبدو القوانيع الفيزيائية لا تسمح بعودة الأمور إلى الوراء. أفق الحدث الذي ينفجر من العدم ليطلق نجماً، كما يحدث في الثقب الأبيض، يتعارض مع القانون الإحصائي الذي يشير إلى تزايد الفوضى في الزمن. أي مادة تخرج من ثقب أبيض تصطدم بالمادة المحيطة، ما يؤدي إلى انهياره مجدداً في ثقب أسود.

ADVERTISEMENT

رغم الغموض، يعيد بعض العلماء النظر في الثقوب البيضاء لتفسير نهاية الظواهر المرتبطة بـالثقوب السوداء. عندما يتبخر الثقب الأسود تدريجياً، تظهر مشكلة فقدان البيانات. تحظر ميكانيكا الكم حذف المعلومات، بينما لا تسمح النسبية بخروجها. تفترض بعض النظريات الحديثة، مثل الجاذبية الكمومية الحلقية، أن الثقب الأبيض يمثل المرحلة النهائية لموت الثقب الأسود، في محاولة لدمج ميكانيكا الكم والنسبية وتفسير الطبيعة العميقة للزمان والمكان.

toTop