هل الوزن حقا بهذه البساطة: السعرات الحرارية الداخلة والسعرات الحرارية الخارجة؟

ADVERTISEMENT

عبارة «السعرات الداخلة والسعرات الخارجة» صحيحة في أصلها: زيادة الوزن أو نقصانه يعتمد على الفرق بين الطاقة التي نأكلها والطاقة التي نستهلكها. لكن الهضم والاستقلاب ليسا حسابًا بسيطًا؛ يدخل في المعادلة كفاءة الجسم في الحرق وجودة الطعام نفسه، قبل عدد السعرات.

الجراثيم المعوية تستخرج القيمة الغذائية من الطعام وتحول مركباته إلى مواد تصل بالدم إلى الدماغ فتضبط الشهية. النظام الغذائي إما يقوي هذه الجراثيم أو يضعفها: الطعام الكامل الغني بالألياف والبوليفينولات يمر في الأمعاء بسرعة أقل ويخرج معه جزء من السعرات في البراز، فيقل ما يمتصه الجسم.

ADVERTISEMENT

الألياف والبوليفينولات تتفاعل مع الجراثيم فتتحول إلى مركبات تخفف الجوع وتضبط هرموناته. الطعام المصنع يخلو من هذه المركبات، فيختل توازن الشهية ويستمر الإنسان في الأكل دون اشباع.

الميتوكوندريا، محطات الطاقة داخل الخلايا، تحدد كمية السعرات التي يحرقها الجسم. من تكون ميتوكوندرياه سليمة يحرق الطاقة بسرعة فلا تتكدس دهوناً ويبقى نشيطاً. صحة الميتوكوندريا ترتبط بنوم كافٍ، نشاط بدني، تقليل توتر، وتغذية مليئة بالعناصر النشطة. الدهون البنية، الغنية بالميتوكوندريا، تنتج حرارة بدل أن تخزن دهناً، وهي أقل في أجسام المصابين بالسمنة.

ADVERTISEMENT

الدراسات تُظهر أن البوليفينولات والألياف والدهون غير المشبعة والمخمرات هي مفاتيح الاستقلاب، لكنها تكاد تغيب عن الغذاء الغربي المصنع. الحمية التقليدية كحمية البحر الأبيض المتوسط تغذي الجراثيم فتنتج مركبات تؤثر في الجينات وتعيد برمجة الوظائف الحيوية.

الميكروبيوم القوي يحمي الميتوكوندريا، بينما الغذاء الفقير بالمغذيات يضعفها. المضادات الحيوية المتكررة والضغط المزمن يضران بالجراثيم أيضاً. العودة إلى نمط حياة يجمع غذاء متوازناً، نوماً كافياً، حركة منتظمة، وتقليل توتر، هو الطريق لاستقلاب سليم.

toTop