مشكلة بلوتو لدى علماء الفلك: هل كانوا على حق عندما أسقطوه من قائمة الكواكب؟

ADVERTISEMENT

في عام 2006، أعاد الاتحاد الفلكي الدولي تصنيف بلوتو من كوكب إلى كوكب قزم، بعد أن صوّت على تعريف رسمي للكوكب. القرار أطلق نقاشًا لم ينتهٍ حول معنى كلمة "كوكب"، إذ تباعدت آراء الجيوفيزيائيين عن آراء الفلكيين الحركيين.

قبل ذلك التعريف، لم يوجد نص يحدد بالضبط ما يُعد كوكبًا. الإغريق عدّوا أي جرم سماوي يتحرك في السماء كوكبًا، بما في ذلك الشمس والقمر. تغيّر الوضع بعد نموذج كوبرنيكوس، إذ أصبحت الأرض واحدة من الكواكب، وصنّفت الأجرام حسب موقعها من الشمس. اكتشاف سيريس أثار حيرة، لأنه ظهرت أجرام أخرى تشبهه، فاضطر العلماء إلى ابتكار تصنيف جديد هو الكويكبات.

ADVERTISEMENT

منذ اكتشاف بلوتو سنة 1930، لاحظ العلماء صغر حجمه وشذوذ مداره. عندما عُثر على إيريس سنة 2005، وهو جرم بحجم بلوتو، تزايدت المطالبات بإعادة تعريف الكوكب. في اجتماع الاتحاد ببراغ، انقسم الحضور: الجيوفيزيائيون أرادوا قصر التصنيف على الأجرام الكروية، بينما أصر الفلكيون الحركيون على شرط أن يطرد الجسم كل ما يشاركه المدار.

اعتمد التعريف ثلاث شروط: الجرم يدور حول الشمس، كتلته تكفي ليصبح كرويًا، ويطرد معظم الأجرام من مداره. بلوتو لم يستوفِ الشرط الأخير، فنُقل إلى قائمة الكواكب القزمة. التصنيف يحمل تناقضًا؛ النجوم والمجرات القزمة تبقى نجومًا ومجرات، بينما الكوكب القزم لا يُعد كوكبًا كاملًا.

ADVERTISEMENT

كلما اكتشف العلماء أجرامًا جديدة خلف نبتون، ازدادت التصنيفات تعقيدًا: أجرام قزمة، كواكب صغيرة، مذنبات. الأسماء محاولة بشرية لملاحقة تنوع النظام الشمسي، لكن الطبيعة تقدم دائمًا أشكالًا لا تُحشر في التعريفات.

اليوم، يُستخدم التصنيف الحالي رغم شقوقه، في انتظار اكتشافات قادمة تعيد رسم الخريطة التي نرسم بها الكواكب والأجرام السماوية.

toTop