هل تريد ذلك فعلاً، أم تريد أن يراك الآخرون وأنت تمتلكه؟ غالبًا ما تصبح الأشياء التي لا نستطيع الحصول عليها هي الأشياء التي نهتم بها كثيرًا

ADVERTISEMENT

تبدو الحياة أحيانًا سباقًا متواصلًا لتحقيق نجاحات وبلوغ أهداف، لكن خلف هذا السعي يبرز سؤال: هل ما نريده يعكس رغباتنا الحقيقية أم هو نتيجة لتأثير تقدير الآخرين لنا؟

الرغبة جزء من الطبيعة البشرية، لكنها لا تنبع دائمًا من داخلنا. كثير منها يتشكل بفعل المجتمع، مثل الضغوط الثقافية وتوقعات الناس. يسود وهم بأن امتلاك أشياء معينة كالسيارات الفاخرة أو الوظائف الراقية سيجلب لنا السعادة، بينما الحقيقة أن المتعة الحقيقية لا تأتي من هذه الأشياء بحد ذاتها، بل من شعورنا بالقبول الاجتماعي الذي توفره.

الرغبات الأصيلة، بالمقابل، تتماشى مع قيمنا وتمنحنا شعورًا داخليًا بالرضا. مثلًا، قد يبدو اقتناء ساعة باهظة الثمن إنجازًا، لكنه لن يُرضي صاحبها إذا لم تعكس ذاته الحقيقية. وإذا لم تُحَقِّق الرغبة تناغمًا مع الداخل، فإنها تفقد قيمتها فور تحقيقها، مما يؤكد أن الإنجاز الظاهري لا يقدم السعادة المستدامة.

ADVERTISEMENT

غالبًا ما تتركز رغبات الإنسان على ما يصعب الوصول إليه، نتيجة لتأثير الندرة. إذ ننجذب أكثر لما لا نملكه، لأننا نربط بين صعوبة الحصول عليه وقيمته. كما تلعب الأنا دورًا كبيرًا، فبعض الرغبات تعكس صورة مثالية نود أن نظهر بها أمام الآخرين.

للتمييز بين الرغبة الأصيلة والرغبة المدفوعة بالمظاهر، يُنصح بالتفكير في سبب رغبتك في شيء معين، وتخيُّل حياتك بدونه، وهل تبقى الرغبة قائمة حتى لو لم يعلم أحد بامتلاكك له. التركيز على الرحلة نحو الهدف لا يقل أهمية عن تحقيقه نفسه.

وسائل التواصل الاجتماعي وتوقعات المجتمع تعزز معايير سطحية للنجاح، ما يجعلنا نلهث خلف مظاهر لا تعبّر عن حقيقتنا. لكن بالإمكان التحرر من هذا النمط باكتشاف الرغبات الذاتية والقيام بما يتناغم مع قيمنا، حتى لو لم يكن مثيرًا لإعجاب الآخرين.

ADVERTISEMENT

حين نعيش بانسجام مع ذواتنا، نختبر راحة داخلية، وفرحًا حقيقيًا، وعلاقات قائمة على الصدق. فالسؤال الأهم الذي علينا طرحه هو: هل أسعى وراء ما أريده فعلًا، أم ما أظن أنه سيجعلني مقبولًا في نظر الآخرين؟

toTop