التأثير المتتالي لإنتاج لحوم البقر والماشية: الأرض والغابات والمناخ

ADVERTISEMENT

يُنتج العالم كميات ضخمة من لحم البقر، وتتصدر الولايات المتحدة والبرازيل والصين قائمة الدول المنتجة. تستهلك هذه الزراعة مساحات شاسعة؛ إذ تُخصص أربعة أخماس الأراضي الزراعية لرعي الأبقار أو لزراعة علفها. يحتاج كيلوغرام واحد من اللحم إلى أكثر من خمسة عشر ألف لتر من الماء، وتُزال غابات واسعة لزراعة فول الصويا الذي يُغذي الماشية، فتتدهور الغابات والأراضي الطبيعية.

يُسبب تربية الأبقار أذىً مباشراً للبيئة: ترعى قطعان كبيرة في مراعٍ حتى تُكشط التربة وتُغطى بالغبار، تسيل الأسمدة إلى الأنهار فتُسمم المياه، وتُطلق الأبقار ميثاناً بنسبة 37٪ من الميثان الذي يأتي من نشاط الإنسان. يُزال غطاء الأمازون ليفسح مكاناً للمراعي، فتُقتل الحيوانات والنباتات وتتحرر كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون المخزن في الخشب. يُنتج قطع اللحم 14.5٪ من إجمالي غازات الاحتباس التي يُطلقها الإنسان.

ADVERTISEMENT

يزداد عدد المزارع فتُدفع قبائل ومجموعات محلية خارج أراضيها وتُفقد تقاليدها، بينما يتركز الدخل بيد عدد قليل من الملاك الكبار. ثمانون في المئة من الأراضي التي أُزيلت منها أشجار الأمازون صارت مراعي للأبقار، فتضيق مساكن الحيوانات البرية وتقل قدرة الغابة على امتصاص الكربون.

للتخفيف من الضرر، يُقترح أن يقلّ الناس من شراء اللحم ويستبدلوه بالخضار أو بالبروتينات المصنعة من البازلاء أو القمح، وأن يزرع المربون أشجاراً بين مراعيهم بدلاً من إزالتها. تظهر تجارب لحوم تُنمّى في أحواض معقمة، وتُضاف للأعلاف مواد تُخفض الميثان الذي تُطلقه الأبقار. تُفرض ضرائب على من يُطلق غازات كثيرة، وتُمنح دعم للمزارعين الذين يعتنون بالتربة والماء.

ADVERTISEMENT

سيبقى اللحم جزءاً من عادات الناس، لكن من المتوقع أن يتراجع الطلب عليه تدريجياً مع انتشار الوعي وتطور البدائل التقنية. يحتاج الأمر إلى تغيير في أطباق المستهلكين وإلى قوانين تُعاقب التدمير وتُكافئ الزراعة التي تحفظ الغذاء والغابة معاً.

toTop