الفترة الهلنستية - نظرة عامة ثقافية وتاريخية

ADVERTISEMENT

الفترة الهلنستية تبدأ بوفاة الإسكندر الأكبر سنة 323 قبل الميلاد وتنتهي بوفاة كليوباترا السابعة سنة 30 قبل الميلاد. في هذه السنوات ينتهي حكم اليونان المستقل ويبدأ نفوذ روما، خصوصًا بعد معركة أكتيوم ودخولها مصر البطلمية. كلمة "هلنستي" مأخوذة من "هيلاس"، الاسم القديم لليونان، وتشير إلى الزمن الذي انتشرت فيه الثقافة اليونانية ووصلت تأثيراتها إلى أرجاء واسعة من الشرق الأوسط.

فتح الإسكندر أبوابًا واسعة لتبادل الثقافات، فظهر مزيج جديد في الفكر والفنون والعادات. ازدادت روح المدينة العالمية حين أراد الناس فهم اختلاف الآخرين. ازدهرت الفلسفة، وبرزت أفكار إبيكوروس وديوجين وغيرهما، فألهمت جمهورًا من القراء والمفكرين. في الدين، دخلت طقوس غامضة وآلهة قادمة من مصر وسوريا، وانتشرت عبادة الحكام الهلنستيين، وإن لم يقبلها سكان كل المناطق بنفس الدرجة.

ADVERTISEMENT

الفنون ازدهرت في تلك السنوات، فأصبح الفنانون يرسمون المشاعر الإنسانية والتفاصيل الشخصية. عمارة التلك الفترة، مثل حرم أثينا في ليندوس ومعبد أبولو في ديديما، صُممت لتترك أثرًا بصريًا وروحيًا. النحت أظهر حركة وحيوية، كما في تمثال نايكي ساموثريس وتمثال لودوفيسي غول، وصار يُعرض من عدة زوايا. حتى الفخار تأثر، فمزج الألوان والزخارف، مقلدًا آنية النخبة المصنوعة من الذهب والفضة.

رغم كل هذا الازدهار، سقطت اليونان تحت الحكم الروماني. بدأت السيطرة الرومانية تتزايد سنة بعد أخرى، حتى بلغت ذروتها سنة 146 ق.م بنهب كورنثوس، ثم سنة 86 ق.م بسقوط أثينا. بعد الاحتلال، ظلت الثقافة اليونانية تؤثر في الفن الروماني، فنقل نماذجها وأرسخها في أعمال العصور اللاحقة.

toTop