الخبز الذي يربط بين الهند وباكستان: خبز أمريتساري كولشا

ADVERTISEMENT

تربط الهند وباكستان ماضٍ طويل يتداخل فيه الجانب الثقافي ويتباعد فيه الجانب السياسي؛ بدءًا من حضارة وادي السند القديمة، مرورًا بالحكم المغولي، وانتهاءً بتقسيم عام 1947 الذي أدى إلى نزوح ملايين البشر وسقوط عدد كبير من الضحايا. رغم وجود الحدود، ظل النسيج الثقافي والطهوي واحدًا، ويبرز من ذلك خبز أمريتساري كولشا.

شكّل التقسيم لحظة فاصلة فصلت الهند عن باكستان، دون أن يمحو الجذور المشتركة. تأثرت كلا الدولتين بالحكم المغولي الذي خلف تراثًا واضحًا في العمارة والفن والمطبخ.

ADVERTISEMENT

تأتي الهند في المرتبة الخامسة عالميًا من حيث الناتج المحلي الإجمالي، وتعتمد على قطاعات متعددة أبرزها التكنولوجيا والزراعة. يقل حجم الاقتصاد الباكستاني ويعتمد بدرجة أكبر على الزراعة وصناعة الغزل والنسيج. تبلغ التجارة الثنائية نحو ملياري دولار، لكنها ترتفع إلى أكثر من عشرة مليارات حال تحسّنت العلاقات.

تتقارب اللغات واللهجات بين الهندية والأوردية، وتظهر وحدة ثقافية عابرة للحدود في الأطعمة والمهرجانات مثل الديوالي والبسنت. يجسّد خبز «أمريتساري كولشا» تلك الروابط؛ يعدّ من أشهر أطباق المطبخ البنجابي الهندي، يتميز بقرمشة قشرته ونكهته الغنية، ويقدّم مع الحمص أو صلصة التمر الهندي.

ADVERTISEMENT

في باكستان، يحظى الخبز ذاته بشعبية واسعة، يُقدَّم إلى جانب أطباق اللحم مثل النيهاري، ويُعدّ جزءًا من المطبخ البنجابي المشترك.

يبلغ عدد سكان الهند 1.4 مليار نسمة، وتتقدم في قطاع التكنولوجيا، بينما تكتسب باكستان أهمية جيوسياسية ويعيش فيها أغلبية شابة. يبقى النزاع في كشمير الحاجز الأكبر أمام التعاون، رغم وجود فرص في التجارة والسياحة والتبادل الثقافي.

يُعدّ خبز أمريتساري كولشا أكثر من طعام؛ هو رمز للتراث المشترك وللتقارب بين الشعبين وسط تحديات سياسية متواصلة. تبقى رائحته الطازحة تذكيرًا حسيًا بالخيوط الثقافية الممتدة بين الهند وباكستان، مع أمل بمستقبل يعمه التعاون والألفة.

toTop