كيف توفر لك مصادر الطاقة المتجددة المال: منظور عالمي للطلب على الطاقة وإنتاجها ومستقبلها

مع زيادة الطلب العالمي على الطاقة بسبب التصنيع وارتفاع عدد السكان، أصبح التحول إلى الطاقة المتجددة ضرورة ملحة. إلى جانب الفوائد البيئية، تُعد الطاقة المتجددة أقل تكلفة، لأنها تخفف الأعباء المالية عن الأفراد والدول.

في عام 2023، بلغ الطلب العالمي على الطاقة 607 إكساجول، وقادت الزيادة كل من آسيا والنمو الصناعي والتحضّر، مع توزيع غير متكافئ على مستوى العالم. تُستهلك الطاقة بشكل أساسي في الصناعة (38 %)، النقل (29 %)، السكن (22 %)، والخدمات (8 %). أما الإنتاج، فبلغ 620 إكساجول، وهيمن عليه مصادر تقليدية: النفط (31 %)، الفحم (26 %)، الغاز (23 %)، مقابل 18 % للطاقة المتجددة و5 % للطاقة النووية.

مصادر الطاقة المتجددة الرئيسية في 2023 شملت: الشمسية (31 %)، الرياح (27 %)، الكهرومائية (25 %)، الحيوية (10 %)، والحرارية الأرضية (4 %). تتميز هذه المصادر بتكلفة إنتاج منخفضة وانبعاثات قليلة، ما يجعلها بديلاً اقتصادياً وبيئياً مناسباً. تتباين مساهمات الدول، فالصين تتصدر في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بينما تتجه أوروبا والولايات المتحدة إلى تنويع مزيج الطاقة. أما في أفريقيا، فنظراً إلى إمكاناتها الكبيرة، لا يزال الاعتماد على مصادر متجددة محدوداً.

توفّر الطاقة المتجددة وفورات كبيرة؛ فتكاليف التشغيل منخفضة، وتكلفة الكهرباء الشمسية مثلاً لا تتجاوز 0.06 دولار/كيلوواط/ساعة، مقارنة بـ0.12 دولار للغاز و0.15 دولار للفحم. كما أن الاستقرار السعري يحمي من تقلبات الأسواق. من خلال استثمار البطاريات وتقنيات التخزين، يتحسن توفير الطاقة، وتُوفر فرص عمل محلية وتسهم في تقليل الواردات. وفي المثال الألماني، ساهم التحول إلى الطاقة الشمسية بخفض تكاليف الكهرباء خلال أوقات الذروة بنسبة 40 %.

مستقبلاً، من المتوقع أن تُنتج الطاقة المتجددة أكثر من 65 % من كهرباء العالم بحلول 2050. الابتكارات، مثل الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية المتطورة، ستقود هذا التحول. لتحقيق العدالة الطاقوية، تسعى الأمم المتحدة إلى الوصول للطاقة بحلول 2030.

تُظهر الطاقة المتجددة قدرتها على إحداث تحوّل اقتصادي-بيئي شامل، بفضل انخفاض التكاليف وتوفير مصادر مستقرة ونظيفة.