فقدان الذاكرة في مرحلة الطفولة: لماذا لا نتذكر الأشياء من سنوات طفولتنا؟

ADVERTISEMENT

من المعتاد أن لا نستطيع استرجاع أحداث الطفولة المبكرة مثل أول عيد ميلاد أو زيارة الأقارب. يُسمي العلماء ذلك «فقدان الذاكرة الطفولية»، أي ضعف أو انعدام الذكريات عن السنوات قبل عمر سنتين أو ثلاث، وتكون الذكريات بين الرابعة والسابعة متقطعة وغير مترابطة.

النسيان لا يحدث فقط لأن المدة طويلة؛ البالغون يسترجعون أحداثاً قبل أكثر من ثلاثين عاماً بينما المراهقون لا يستطيعون تذكر ما قبل الثالثة أو الرابعة رغم قربها الزمني. أظهرت الدراسات أن الرضيع يخزن ذكريات فعلية: بعضها ضمني كالمشي، وبعضها صريح يتطلب وعياً لاسترجاعه، مثل تذكر رقصة تعلمها.

ADVERTISEMENT

باتريشيا باور أثبتت أن احتفاظ الطفل بالمعلومات يتحسن مع العمر. الرضيع في الشهر السادس يحفظ شيئاً ليوم كامل، والطفل في الشهر التاسع يسترجعه بعد شهر، وعند بلوغ العامين يتذكر أحداثاً قبل أكثر من اثني عشر شهراً.

لكن لماذا يصعب استرجاع تلك الذكريات لاحقاً؟ يرى العلماء أن نمو الدماغ في أول العمر، خصوصاً نمو الحُصين المسؤول عن تخزين الذكريات العرضية، له تأثير كبير. الحُصين، والتلفيف المُسنَّن تحديداً، يواصل إنتاج خلايا عصبية جديدة بسرعة عالية خلال الطفولة.

النمو العصبي الكثيف يُرجح أنه يزعزع شبكات الذاكرة الثابتة، إذ تُدرج الخلايا الجديدة في الدوائر العصبية فتُمحى الذكريات القديمة. فرانكلاند وجوسلين دعّذا التفسير في أبحاثهما عن نسيان الأطفال.

ADVERTISEMENT

عندما يبطئ الدماغ إنتاج الخلايا العصبية مع التقدم في السن، يستقر التسلسل العصبي فيُحفظ الماضي بيسر. مع ذلك، نسيان بعض التفاصيل جزء طبيعي من عمل الذاكرة التي لا تُراكم فقط، بل تمحو الذكريات غير الضرورية أيضاً.

toTop