الإشعاع الشمسي العالمي: التباينات الإقليمية وإمكانات الشرق الأوسط

الشمس تبعث طاقة على مدار الساعة، لكن موقع كل أرض يقرر كمية الطاقة التي تصل إليه. يناقش المقال الفروق بين المناطق في كمية الضوء الساقط والطاقة المخزونة سنوياً، ويبرز أن الشرق الأوسط يحصل على حصة كبيرة من هذا الضوء تفوق معظم بقاع الأرض.

يقاس شدة ضوء الشمس بخط العرض، والمناخ، والفصل. المناطق القريبة من خط الاستواء تتلقى كمية شبه ثابتة يومياً، بينما القطبين يعيشان صيفاً مشرقاً وشتاءً معتمًا. يبلغ المتوسط العالمي للطاقة الساقطة على المتر المربع 340 واط، أما في الشرق الأوسط فتتجاوز 2000 كيلوواط ساعة سنوياً لكل متر مربع، فتصبح أرضه من أكثر الأراضي إشراقاً.

التغير من شهر لآخر يبدو واضحاً؛ فالاستواء يحافظ على مستوى واحد تقريباً، بينما المناطق المعتدلة والقطبية ترتفع وتهبط باختلاف الفصول. السويد والنرويج تفقدان معظم ضوء الشمس في الشتاء، فيزداد اعتمادهما على مصادر أخرى. في المقابل، يبقى الشرق الأوسط مضاءً باستمرار، فيضمن للمستثمرين عائداً منتظماً من أي مشروع شمسي.

عند حساب الإجمالي السنوي، يتصدر الشرق الأوسط، مع جنوب آسيا ومنطقة الساحل الأفريقي جنوب الصحراء، قائمة الأراضي الأكثر إشراقاً، بينما تنخفض الأرقام في الدائرة القطبية. تلك الأرقام تساعد المخططين على وضع خطط طاقة تناسب كل بيئة.

يصل عدد ساعات الإشراق في الشرق الأوسط إلى أكثر من 3000 ساعة في العام، فتصبح السعودية والإمارات وقطر من أفضل المواقع لبناء محطات شمسية. بدأت تلك الدول بالفعل مشروعات ضخمة، فتعزز مكانتها في سوق الطاقة النظيفة.

برامج النمذجة الحديثة وصور الأقمار الصناعية تمنح صناع القرار صورة دقيقة للطاقة الساقطة، فيخططون استثماراتهم على أساسها. لا تزال مشكلات قلة المياه والنزاع على الأراضي قائمة، لكنها تدفع نحو حلول جديدة وتعاون إقليمي. يتقدم الشرق الأوسط خطوات واسعة نحو الطاقة المتجددة، فيقلل اعتماده على النفط والغاز ويؤمن نمواً اقتصادياً أطول أمداً.

باستخدام بيانات الضوء الساقط والطاقة المخزونة، تستطيع المنطقة إطلاق تحول كبير نحو الطاقة المستدامة، لتصبح نموذجاً يُحتذى في الاعتماد على المصادر المتجددة، وتبني مستقبلاً نظيفاً ومشرقاً.