الصحة النفسية والمال: كيف يؤثر التوتر المالي على حياتنا؟

ADVERTISEMENT

في ظل التقلّبات الاقتصادية في العالم العربي، يعاني ملايين الأفراد من ضغوط مالية تؤذي حالتهم النفسية والجسدية. التوتر المالي أصبح جزءًا من اليومي، مرتبطًا بغلاء المعيشة، غياب الأمان الوظيفي، والضغوط الاجتماعية المتعلقة بالمظاهر والنجاح المالي.

المال لا يمنح السعادة مباشرة، لكنه يوفر الأمان والسيطرة، وهما عنصران أساسيان في الصحة النفسية. حين يغيب الاستقرار، تظهر مشكلات مثل القلق المزمن، الاكتئاب، اضطرابات النوم، وتوتر العلاقات الأسرية.

يشهد العالم العربي ارتفاعًا حادًا في معدلات التضخم والفقر، ما يؤدي إلى توتر مالي جماعي. في دول مثل لبنان وسوريا، ارتبط ذلك بازدياد اضطرابات نفسية وحالات انتحار. حتى في دول الخليج، خلق فقدان الوظائف وضغوط الإنفاق الاستهلاكي تحديات مالية مختلفة.

ADVERTISEMENT

يُهمل التعرف على أعراض التوتر المالي غالبًا، حيث يظهر عبر تقلب المزاج، ضعف التركيز، العزلة الاجتماعية، الإرهاق المستمر، والانشغال الدائم بالأمور المالية. يتأثر السلوك المالي أيضًا؛ يلجأ البعض إلى الإنفاق العشوائي، بينما يفرط آخرون في التوفير.

لبناء توازن نفسي ومالي، يُنصح بـ:

  • تقبل الوضع المالي دون جلد الذات.
  • وضع ميزانية مرنة ومحددة.
  • إدارة الديون بوعي وخطط واقعية.
  • الاستثمار في المعرفة المالية الشخصية.
  • طلب الدعم النفسي أو المالي عند الحاجة.

الرفاهية المالية لا تعني الثراء، بل الشعور بالأمان والثقة في التعامل مع المال. علامات التوازن تشمل القدرة على مواجهة الطوارئ، جودة حياة مستقرة، ورضا داخلي تجاه القرارات المالية. تحقيقها يتطلب تبني عادات مالية صحية والتغيير التدريجي في السلوك.

ADVERTISEMENT

حين يؤثر التوتر المالي على علاقاتك أو صحتك الجسدية، يكون من الضروري الرجوع إلى مختص نفسي أو استشارة مستشار مالي. لا عيب في طلب المساعدة؛ الصحة النفسية والمالية متلازمتان، وتعد الرفاهية المالية أحد أسس السلام الداخلي وجودة الحياة.

toTop