بماذا تشتهر مدينة عدن اليمنية

ADVERTISEMENT

تقع مدينة عدن في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية على فوهة بركان خامد، وتتميز بميناء طبيعي محمي، فأصبحت مركزًا تجاريًا ومحطة استراحة على مرّ العصور. ذُكرت في العهد القديم كسوق تجاري كبير يتاجر مع صور، واستخدمها تجار من الهند وباكستان وإثيوبيا والصومال مكانًا لتبادل البضائع، خاصة التوابل، لأكثر من ألف عام.

عُرفت عدن بتنوعها الثقافي والديني؛ إذ تعايشت فيها المساجد مع الكنائس والمعابد اليهودية والهندوسية، في انعكاس لصورتها كرمز للتسامح والانفتاح. وصفتها الدكتورة جاكلين البتاني بأنها مدينة احتضنت معتقدات وشعائر مختلفة عبر التاريخ. وشبّهها البعض بدبي القرن التاسع عشر من حيث النشاط التجاري وتنوع الجنسيات، واعتُبرت ثاني أكثر موانئ العالم ازدحامًا بعد نيويورك حتى خمسينيات القرن العشرين.

ADVERTISEMENT

استقبلت عدن مهاجرين من أرض الصومال والهند وباكستان، فعاشوا في وئام ومارسوا حياتهم اليومية بحرية. يقول إبراهيم إسلاندر، وهو من أصول صومالية: "كانت عدن الأكثر تنوعًا في الجزيرة العربية، وتجاورت دور العبادة بسهولة". وترك المجتمع الصومالي بصماته الواضحة على الثقافة العدنية، كما تأثرت مناطقهم مثل أرض الصومال بالزي العدني مثل "الديريا"، وتبنّت أطعمة عدنية كـ"السكر". مع ذلك، لم تلقَ أطباق مثل "فتة مووز" قبولًا شعبيًا لدى بعض الثقافات المحافظة.

رغم طابعها السلمي، كانت عدن مركزًا للمقاومة ضد الاستعمار البريطاني. فانتقلت شعلة النضال من جبال ردفان إلى داخل المدينة، حيث واجه العدنيون البريطانيين بأساليب حرب العصابات. وتبقى ذكريات تلك الحقبة محفورة في أذهان من عايشوها كريتشارد فينر الذي شهد تلك الفترة حين كان طفلًا.

ADVERTISEMENT

بعد وحدة اليمن عام 1990، عانت عدن من تهميش سياسي ونهب ممنهج طال بنيتها وكوادرها، فخلف جراحًا عميقة لدى سكانها. وازدادت معاناة المدينة في ظل تداعيات الحرب اليمنية، بينما تسعى اليوم إلى النهوض مجددًا واستعادة دورها كمركز حضاري وثقافي.

toTop