التأخر في الحياة يمكن ان يجعلك تتقدم

ADVERTISEMENT

في كثير من الأوقات يشعر المرء بالضياع حين يقارن نفسه بالآخرين، خاصة في بداية العشرينات، حين تبدأ ضغوط المجتمع ومقارنات الأقران. قد تفكر أنك متأخر عن الآخرين، لم تبدأ العمل بعد، ولم تحصل على الوظيفة التي تريدها أو حتى لا تعرف ما الذي تريده. لكن الحقيقة أن هذا "التأخر" ليس فشلاً، بل خطوة مفيدة في اكتشاف الذات.

في هذا العمر تمر بمرحلة "تحسين التوافق" بينك وبين بيئة عملك، من خلال التجربة والانتقال بين وظائف وبيئات مختلفة. تشير دراسات في السلوك التنظيمي إلى أن هذه التجارب المتنوعة تسااحقًا في تكوين رؤية أوضح لما يناسبك. لذا فكل وظيفة جديدة، وكل تجربة غير تقليدية، حتى وإن بدت عشوائية، فهي تتراكم لصالحك.

ADVERTISEMENT

الكاتبة تحكي عن تجربتها كمثال واقعي؛ درست لتكون أخصائية اجتماعية، لكنها بعد سنتين تركت المجال، تُرفض في 106 وظيفة، ثم اتجهت للكتابة والتدريب والبرمجة دون تخطيط مسبق. هذه الفوضى المهنية تحولت لاحقًا إلى تأسيس شركة خاصة تجمع بين مهارات متعددة، مثل تطوير المواقع وتيسير النقاشات وكتابة المحتوى.

الطريق غير المستقيم للنجاح ليس نادرًا. ليوناردو دافنشي عمل في خمس مهن مختلفة. كثير من الموسيقيين البارزين جرّبوا آلات متنوعة قبل العثور على ما يناسبهم. هذا التنوع لا يشير إلى تشتت، بل إلى إثراء معرفي وتجريبي.

ADVERTISEMENT

وجودك في فترة تغير وتجربة مستمرة لا يقلل من قيمتك، بل يطور مهاراتك ويمنحك رؤية واسعة. المجتمع قد يحب القصص المرتبة، لكن الواقع أكثر تعقيدًا. حتى إن لم تكن خبيرًا في مجال معين، يكن أن يكون تنوعك ميزة. خصوصًا في وظائف متداخلة مثل "تطوير المنتج" أو "البحث والتطوير"، حيث يتطلب النجاح خليطًا من المهارات والإبداع.

في النهاية، سواء بلغت الذروة مبكرًا أو متأخرًا، فأنت في رحلتك الخاصة، والتخلف عن الركب قد يمنحك منظورًا أعمق حول ما يهمك حقًا.

toTop