كيف يمكن لمهمة القمر الصينية أن تكشف عن أصول الحياة على الأرض؟

ADVERTISEMENT

في الأول من يونيو/حزيران، هبطت مركبة "تشانغ إي-6" الصينية في حوض القطب الجنوبي-أتكين (SPA) على سطح القمر، وهو أكبر وأقدم حفرة صدمية معروفة. جمعت المركبة نحو 2 كيلوجرام من التربة القمرية، ومن المقرر عودتها إلى الأرض في 25 يونيو/حزيران. يأمل العلماء أن تحتوي العينات على أقدم مواد من الجانب البعيد للقمر، وربما على قطع أتت من الأرض.

تبلغ عمر حوض SPA بين 4.2 و4.3 مليار سنة، من زمن كان القمر أقرب إلى الأرض. الاصطدام الذي شكّل الحوض أطلق مواد أرضية باتجاه سطح القمر. إحدى عينات بعثة أبولو 14 تحتوي على قطعة من قشرة الأرض عمرها 4 مليارات سنة، ما يدل على حدوث ذلك.

ADVERTISEMENT

يركز العمل حالياً على البحث عن موارد طبيعية مثل الجليد المائي والهيليوم 3 على القمر، لكن الاهتمام يتزايد باحتمال وجود حفريات تحمل دلائل على بدايات الحياة. الأرض، بفعل حركتها الجيولوجية المستمرة، تزيل غالباً آثار الحياة الأولى، بينما يحفظ القمر تلك الآثار في بيئته الهادئة.

العثور على صخور أرضية قديمة أمر شاق للغاية. أقدم التكوينات المعروفة، مثل Acasta Gneiss في كندا، لا يتجاوز عمرها 4.03 مليار سنة، وهي صخور نادرة لا تحتفظ غالباً بالحفريات. مع ذلك، تحمل بعض الصخور مؤشرات حيوية، مثل تركيبة الكربون الخفيف، التي وُجدت في حزام Isua بغرينلاند وفي عينات زركون من أستراليا، ما يشير إلى وجود حياة قبل 4.1 مليار سنة.

ADVERTISEMENT

تلك المؤشرات تطرح أسئلة عن وقت ظهور الحياة على الأرض وعن سرعة تحول المادة من غير حية إلى حية. تُطرح فرضيات عن حمض نووي ريبي بدائي، وربما عن صيغ أقدم مثل PNA. يبقى السؤال: أين ومتى بدأت الحياة؟

لا نعرف بعد كيف بدأت الحياة، وهذا التهديد الكبير يواجه علم الأحياء الفلكي. القمر، رغم موته الجيولوجي، قد يخفي أهم الأدلة على هذا السر الكوني. عينات Chang’e-6، التي قد يبلغ عمر صخورها 3.98 مليار سنة، قد تشكل لحظة حاسمة إذا احتوت على دلائل حية تُظهر أن الحياة على الأرض أقدم مما نراه حالياً.

toTop